17 نوفمبر، 2024 4:47 م
Search
Close this search box.

الحب .. خرافة كل العصور

الحب .. خرافة كل العصور

الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها.. لاخترعناه
نخدع أنفسنا، بمشاعر جوفاء، نعيشها تاركين الواقع، غارقين في دنيا، بعيدة عن عالمنا، خالية من الهموم، قد نصحو على الحقيقة المرة، أو نبقى نيام.
أحببت فتاة، فيها كل الصفات، التي تعجبني، فاجتمع عندي نحوها، الحب و الاقتناع، و قل ما يجتمعان؛ لكن شاء القدير، فسبق الفراقُ الوصلَ؛ عانيت لفترة، شوقاً لها، و خوفاً من إحساسها بمشاعري، فتظل منتظرةً ما لن أفعله أبداً، لظروف خيرتني بين الشهامة والكرامة.
مرت فترة، تبخرت مشاعري، لكن لم أكتشف ذلك، إلا بعد خبر زواجها، خالجني حزن، خالطه فرح أقوى منه، لأنها أكملت طريقها، و لم تنتظر مني أي مبادرة؛ لكن كيف نسيتها ببساطة؟ كيف أفرح بموت أملي بوصلها؟ كيف أرتاح في موقف، كان يتطلب مني الإنهيار؟
عرفت أن الحب كذبة، نقنع أنفسنا بها، فنعطي لأنفسنا هدف للحياة، قد ينجح ذلك مع البعض، أما البعض الآخر، كأنهم سجلوا في برنامج للتعذيب، لعلهم يكفرون عن ذنوبهم.
تحلم الفتاة، برجل تحسدها عليه النساء، وتعيش معه رومانسية الأفلام؛ لكن تتزوج بأول رجل يسألها عن عنوان أهلها، تعيش معه أفلام المطاردة، و تحاصره من كل الجوانب، ليس حباً، بل لضمان، بقاءه مطابق للتفاصيل، المكتوبة في سند الملكية.. عقد الزواج.
الرجل من جانبه، يحلم بفتاة خارقة الجمال، دائمة الشباب، تجسد ما يتمناه؛ لكنه يخطب أبسط فتاة، لأن أحلامه، تصطدم بحاجز الحياة الواقعية، و الإحتياجات المنزلية، التي تحول الفتاة إلى شبح، خلال فترة قصيرة؛ كذلك هو لا يقبل بالزواج، من فتاة جمالها محط للأنظار، أو لديها طموحات، تعارض ما يخطط له من مشاريع، تتمحور حوله وحده.
الإثنان كانا يحلمان، ليعيش كل منهما، السعادة ولو كذباً، ثم رضيا بالموجود-عن قناعة- لكن على مضض، و عاشا حياتيهما، و تمسك كلاهما، بالشريك بقوة، و إقتنع بأنه وجد ضالته، و نسي مواصفات الحبيب، الذي يشبه السيارات، التي تصنع خصيصاً لشخصيات مهمة؛ قد يتذكره للحظات، بعد خلاف مع الشريك، ثم يطرده مرة أخرى، مع كلمة صلح، أو هبوب رائحة.. طبخة مفضلة من المطبخ!
كان أجدادنا القدماء حكماء، عندما حرموا إرتباط العاشقَين، حتى لو كانت التقاليد، تلزم زواجهما، في الظروف الإعتيادية؛ فلو كان قيس، تزوج إبنة عمه ليلى، لماتت المشاعر، و أصبحت حياتهم عادية، و لما قرأنا أبياتاً، تأخذنا إلى نفس العالم الوهمي، الذي عاشه إبن الملوح.
قبل أيام، نشرت تحتفل بعيد زواجها؛ هل عاشت وهم الحب معه؟ أتخبرني أنها أكملت طريقها، في حين بقيتُ أراوح؟ هل أقنعت نفسها بحياتها؟ أأظل مستيقضاً؟ أم أغمض عيني، و أعيش الوهم كما عاشته هي؟

أحدث المقالات