يصف الكثير من المحللين السياسيين المعتبرين في اميركا علاقة امبركا وايران بعلاقة الحب الازلي او الحب الاول الذي لايموت رغم الفراق وتاريخ العلاقات الاميركية الايرانية بدأ فعليا بعد ان طلبت بريطانيا من اميركا مساعدتها في التخلص من حكم الدكتور مصدق بداية خمسينات القرن الماضي وفعلا قامت وكالة المخابرات المركزية الأميركية باسقاط حكومة مصدق التي كانت تمتلك دعما شعبيا لانظير له وبعملية استخبارية لاتزال يتم تدريسها في المعاهد الامنية ومراكز الدراسات الاستخبارية وبعد اسقاط مصدق وعودة الشاه محمد رضا بهلوي للحكم توطدت العلاقات الاميركية الايرانية بشكل لامثيل له بل ان نصف الحماية الخاصة لشاه ايران كانوا اميركان وبعضهم اصبحوا ممثلين سينما مثل كيفن كوستنر… وعندما اندلعت التظاهرات في ايران نهاية عام ١٩٧٧وبداية عام 1978 كانت مؤشرات ومعلومات جهاز السافاك الايراني تشير الى اصابع اميركية وذلك لسببين اولا ان مستشار الامن القومي الاميركي وقتها زينغو بريجنسكي كان من اصحاب نظرية تغيير شكل الحكم في ايران ولان بريجنسكي طلب من البريطانيين ايقاف دفع الرواتب الشهرية التي كانت تدفعها المخابرات البريطانية لرجال الدين في ايران والتي بلغت كلفتها عام؛ 1976 اربعمائة مليون دولار وهو رقم كبير جدا وقتها وفعلا اندلعت ثورة شعبية ويقودها الامام الخميني وكانت التعليمات للمتظاهرين تنقل عبر خطب الخميني التي تسجل على شريط كاسيت وتوزع في المدن الايرانية ولن اطيل بالشرح ولكن عندما تم طرد الخميني من العراق وذهابه بعدها للجزائر حيث بقي مدة من الزمن وتم التفاهم بين الاميركان والخميني عن طريق صادق قطب زادة الذي كان بعتبر الصندوق المغلق للخميني وكاتم اسراره ومسؤول الاتصالات السرية الخاصة بالخميني وكان الخميني يقول عن صادق قطب زادة انه ابنه.. وبالفعل تمخضت الاتصالات التي قام بها صادق قطب زادة مع الاميركان عن موافقة الحكومة الفرنسية على استقبال الخميني في فرنسا.. وكانت اقامته في ضاحية باريسية اسمها نوفل دي لاشاتو وبدأت الصحف ومحطات التلفزيون تجري مقابلات مع الخميني وكان كل ذلك بدعم من المخابرات الفرنسية التي كانت تنسق مع المخابرات الاميركية وكان عراب الاتصالات كلها مع كل الاطراف هو صادق قطب زادة الذي نقل للاميركان وجميع الدول ان الخميني لن يقف بوجه مصالحهم ولن يأخذ موقفا إيجابي من الاتحاد السوفييتي وقتها وتم كل شيء بسرعة وتم نقل الخميني بطائرة فرنسية الى طهران وتمت سيطرة الخميني على الامور بعد تطمينات بجعل نظام الحكم ديمقراطيا وتعدد الاحزاب باستثناء الحزب الشبوعي الايراني (تودة) ولكن بعد تسعة اشهر قام اتحاد الطلبة المسلمين بالاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران واحتجاز موظفيها كرهائن وبدأت ازمة كبيرة بين اميركا وايران ولكن مع كل هذه الازمات والمشاكل كان المستفيد الاول منها اميركا لانها خوفت دول الخليج العربي النفطية من الخميني وثورته التي ستمتد الى دول الخليج خصوصا مع حصول اضطرابات في البحرين وقتها… وكان السبب الرئيسي لاحتحاز الدبلوماسيين الاميركان هو ايهام الخميني بان اميركا تتأمر عليه وهذا مانفاه صادق قطب زادة للخميني بعد اجراءه اتصالات مع الاميركان ووقتها كان هناك صراع يدور داخل السلطة في ايران بين مايوصف بالجناح المدني والجناح المتشدد المكون من رجال الدين وهذا الصراع تحول الى صراع عنيف حيث قامت مجاهدي خلق بعمليات اغتيال لكبار رموز السلطة وخصوصا الجناح المتشدد وقتلت رئيس الجمهورية المعين حديثا بدلا من ابو الحسن بني صدر الذي هرب خارج ايران وقتلت اغلبية القيادات ورئيس الوزراء وهنا ضغط الجناح المتشدد على الخميني واقنعوه بان يقوم باعدام صادق قطب زادة لانه عميل اميركي وانه هو عراب تغيير النظام وفعلا تم اعدام صادق قطب زادة الذي قال عنه الخميني وهو يصادق على قرار اعدامه انه يشعر بالالم لانه وقع قرار اعدام صادق قطب زادة.. ووقتها كانت الحرب العراقية الايرانية مشتعلة وكان الوضع الداخلي سيء جدا وكانت ثقافة الايرانيين وقتها ان كل مشاكلهم من الشيطان الاكبر الذي هو اميركا وان صدام حسين هو الشيطان الأصغر ومعه إسرائيل ومن هذه الترهات والاقاويل… ولكن.. بعدها باشهر بدأت اسرائيل بتزويد ايران بالاسلحة وقطع غيار الطائرات واطارات الطائرات وقذائف مدافع 175ملم والتي كان الايرانيون يعانون من نقص شديد فيها بل ان اغلب طائراتهم كانت متوقفة عن الخدمة بسبب نقص الاطارات وقطع الغيار وطبعا اسرائيل لم تزود ايران بالأسلحة الا بعد ان اخذت موافقة اميركا وكان الوسيط بين إيران واسرائيل تاجر اسلحة اسرائيلي من أصل ايراني اسمه يعقوب نمرودي ووالكل يتذكر فضيحة سقوط الطائرة الأرجنتينيةالتي كانت تنقل الأسلحة… وغدا نكمل لكم المقال…