قد يكون التكرار احياناً مملاً ولكن يتوجب علينا ذلك لان البعض لايفهم من مره والاخر يتعمد عدم الفهم لاسباب وقناعات معينه ، الكثير ممن يعنيهم الشأن العراقي والخيرين منهم اللذين لديهم الرغبه الصادقه دون ادنى اطماع اومصالح شخصيه كتبوا كثيراً عن الازمه وحلل الخبراء واصحاب النظره الشموليه لواقع العراق بعد الاحتلال وتم تشخيص الاخطاء والسلبيات واسباب النكبات والكوارث التى حلت بالبلد وتم اعطاء الحلول التي لم تروق اطلاقاً للطبقه السياسيه التي تُدير دفه الحكم لان اي حل جدري من شأنه اصلاح وتقويم البلد يعني اضرار بمصالحهم الشخصيه خاصه بعد الاموال الحرام التي سرقت فأي تغيير نحو الافضل تجدهم له بالمرصاد وكان دورهم الاساسي هو كيفيه تقاسم هذا المال وهذه الثروات فيما بينهم لينتقلوا لحياه كانوا يحلموا بمشاهدتها حتى ولو في السينما او المسلسلات التلفزيونيه ، أن مثل هؤلاء لايهمهم الوطن مهما تدهور او وصل الى مستوى متدني من الانحدار طالما هم بعيدين عنه واموالهم وثراءهم في البنوك الاجنبيه وعقاراتهم وفللهم الفخمه في كل انحاء العالم ، واكتفوا ان ينقلوا سرطان الطائفيه الى الشعب ليتم تفريقه والسيطره على خيوط اللعبه بحجه الولاء والانحياز للطائفه والمذهب والقوميه ، وابراز النزعه التعصبيه مما يدفع الشيعي يتعصب للشيعي وينحاز له وضد اخيه السني وكذلك السني يتعصب للسني وضد اخيه الشيعي ، والحال نفسه للكردي ضد العربي والعكس صحيح ، هذه هي البذور التي زرعتها الكتل السياسيه ليجني ثمارها المواطن، وللأسف الكثيرين سيطرت عليهم هذه الافكار ووقعوا في شباك هذه اللعبه التي يحركها السياسيين لصالحهم وبواسطه من يدعون أنفسهم رجال دين وهم لايفقهون من الدين الاسلامي الصحيح شئ لأن رجل الدين واجبه الموعظه ولكن عندما يتدخل في السياسه وتكون هي وظيفته الرئيسيه يصبح شيطان ينشر الفساد ويسرق العباد ، وهذا حال اغلبهم مع جل احترامي وتقديري لمن حافظ على اصالته ودينه ولن يفرط بمبادئ هي واضحه وضوح الشمس .
الاستجوابات التي تحدث تحت قبه البرلمان ويتم اقاله الوزراء لثبوت فسادهم نتسأل اين دور القضاء في محاسبتهم ام الاكتفاء باقالتهم من الوزاره بعد كل هذه الضجه الاعلاميه هل يحتاج ابسط مواطن عراقي استجوابات من قبل اعضاء البرلمان ليعرف من بدد ثرواته وسرق خيراته ، فالسمكه من رأسها الى الذيل أصابها العفن ، ان مايجري هو جزء من خيوط هذه اللعبه لأغراض سياسيه هدفها التسقيط لا المصلحه العامه والجميع يعرف حجم الفساد وتضخم الثروه التي طالت المسؤولين وعوائلهم من ٢٠٠٣ ولحد الأن فلماذا لايجرؤ برلماني عل استجواب المالكي الذي سُرقت ميزانيه دوله في عهده ولم نعرف مصيرها ، واصبح نصف العراق محتل بزمنه ، هل اعضاء البرلمان اللذين هم ممثلي الشعب يمتلكون النزاهه واليد النظيفه الغير ملطخه بالمال الحرام والصفقات ليتمكنوا من محاسبه الفاسدين ام ان الكعكه يتقاسمها الجميع كل واحد حسب مقاسه وتأثيره ، وان البرلمان ليس سوى وسيله من الوسائل للضغوط السياسيه لتمرير الصفقات والاتفاقيات المشبوه ، أن مايجري في الدول من ممارسات ديمقراطيه يجعلنا نقف لها بكل احترام ..ماحدث في بريطانيا عندما استقال رئيس وزارئها لمجرد ان نتائج التصويت كانت مع انفصالهم عن الاتحاد الاوربي وهو كان معارض الانفصال يعطينا انطباع مدى احترام المواطن ونزاهه المسؤول الحكومي ولم يتشبث للبقاء في الحكم لانه يعتبر نفسه موظف حكومي حاله حال اي مواطن لم يتورط بسرقات او يستفاد من وظيفته ، فأستقال بكل احترام ، ليفسح المجال لغيره لاكمال خدمه البلد هذه هي الثقافه والممارسات التي من شأنها أن تُبنى الدول وتتطور ، على العكس نجده في دولنا العربيه عموماً وفي العراق خصوصاً الموت من اجل كرسي الحكم تحت شعار ( ماننطيها ) وكأن المنصب أرث لايمكن التفريط به وهذا هو الفساد بعينه الذي لايحتاج الى استجواب لان ترك المنصب يعني التوقف عن الثراء والسرقه ، والذنب لايقع على عاتق الحاكم لوحده فالتقصير مشترك بينه وبين المواطن ( كلكم راع وكل راعِ مسؤول عن رعيته ) .فالرعيه يسوقها راعٍ على هواه دون اي رادع اومحاسبه .
مع كل مايجري وماكتبته في كل مقالاتي السابقه وكتب عنه الكثيرين والامور غير مخفيه واضحه للجميع وباعتراف المسؤولين انفسهم انهم سراق ، هل سيضرب الشعب بيد من حديد ليسترد ماسُلب منه ، ام ان هذه اليد ستكون مشلوله مره اخرى وستذهب لتضع اصبعها في الحبر الاحمر لتنتخب نفس الوجوه التي سرقته ودمرت بلده وسنبقى كالشيطان الاخرس ساكت عن الحق وشعبُ يبكي ويلطم أكثر مما يعمل ويفعل .