23 ديسمبر، 2024 2:28 م

كنت أحلم في طفولتي ان اسافرالى كل بلدان

العالم واتفاخر في اي دوله ازورها واقول اناعراقي .

ولكني عندما كبرت وبعد ان دخل الاحتلال بلدي ذهبت لمصر ام الدنيا وعندما أتعرض لسؤال من اي بلد حضرتك واجيبهم اجد سؤال اخر كخنجر في القلب هل  انت سني ام شيعي

فيكون جوابي لهم اسئلوا ملايين المصريين اللذين كانوا في العراق وعاشوا معنا لسنوات طويله هل يعرفون او سمعوا من قبل هذه التسميات الطائفيه ام انها دخلت الينا مع المحتل.!!!! فينتابهم الخجل ولاينتظرون الاجابه……

فهل سننتظر نحن كعراقيين طويلا حتى ينتابنا الخجل ونتوحدويجمعنا حب الوطن ويكون انتماءنا الاول والاخير له لا لطائفه او لمذهب حتى نستطيع ان نلمم جراحنا ونبنى وطننا من جديد .

قد يصاب الانسان بالسرطان وهو من أخطر الامراض وقدلايشعر به الا بعد ان يذهب للمختبر واجراء التحاليل ولكنه لايؤثر الا على الشخص المصاب وحده وهو مرض غير معدي.

ولكن للأسف الاخطر منه والفتاك مرض الطائفيه الذي يصيب عقول البشر ويفتك بهم وببلدانهم واكتشافه لايحتاج للتحاليل وتظهر أعراضه واضحه على المصابين به وهو مرض معدي لمن لايمتلك المناعه الفكريه من هذا الفيروس القاتل للشعوب.

عندما تريد ان تفتك ببلد وبشعب وتدمر كل شى فيه حتى العقول والنفوس ادخل بينهم التفرقه وهو مبدأ قديم ( فرق تسد ) يلعب به الاستعمار عند احتلال البلدان فتاره بين قبطي ومسلم واخرى بين سني وشيعي ثم بين شيعي وشيعي وسني وسني فيفتك بالمجتمع ويسلط عليه من يحكمه ليكون اداه لتنفيذ هذه الافكارويسير على خارطه طريق مرسومه له بكل دقه وماعليه الاان ينفذ مامطلوب منه بكل اتقان فيدخل البلد في معترك النزاعات الطائفيه والدينيه والمذهبيه ويتفرغ اعداءه لسرقه ونهب خيراته واضعافه امنياً واقتصاديا واجتماعياً.

وهذا هوالاحتلال والاستعمار الحقيقي الذي نساهم نحن بجهلنا بتقويته والسماح له باختراقنا والتلاعب بمقدراتنا.

الانتخابات السابقه كنت في مصر ومارسنا حقنا الديمقراطي وكانت غايتنا اختيار الافضل لبلدنا وانتخبنا  مانعتقد هو الانسب و انه يستطيع ان يأخذ بالبلد الى بر الامان ولكن اللعبه الانتخابيه كان لها من يديرها ويقرر من يحكم متجاهلين اراده المواطن واختياراته وتدخلت اطراف داخليه وخارجيه وعقدت صفقات وتحالفات وتقرر من يحكم البلد وصودرت اصواتنا ولم تحترم .!! وهذه هي الديمقراطيه في بلدنا …. يومها اقسمت اني لن اذهب بعدها للانتخابات لان النتائج معروفه حتى قبل اجراء الانتخابات ولكن بعد الذي جري في العراق والوضع المتردي والحال الذي وصل اليه البلد راجعت نفسي وحملتني اقدامي الي صناديق الاقتراع عسى ان اكون مساهما واشارك بالتغييرولوبصوتي وكان الشك يساورني بان التغيير لايحدث في العراق عن طريق صناديق الاقتراع وانماعن طرق اخرى تدخل فيها تحالفات احزاب داخليه وبمباركه دول خارجيه وكأن العراق ملعباً لتنحارات الدول والعراقي اداه بيدهم فتذهب اصوات الناخبين لمن تسلط عليه الاضواء من قبل هذه التحالفات وبطرق واساليب الغايه منها مصلحتهم بالدرجه الاولى لا مصلحه المواطن والوطن .

ولكن رؤيه ضوء في نهايه النفق أفضل من الظلام وعلي هذا الاساس شاركنا باصواتنا على امل التغيير وذلك اضعف الايمان وانا على يقيين ان

المشكله الحقيقيه ليست فقط في تغيير الوجوه بل فينا…. !! نحن من نجعل الحاكم في منزله الاله..

 فماالفائده اذا جاءت وجوه جديده تحمل نفس الافكار المتخلفه التي حكمتنا….ونستمر نحن كشعب بنفس الاسلوب كل من يعتلي المنبر نهتف له ( بالروح بلدم نفديك يا…..) ولانرى اخطاءه وعيوبه ونسكت عنها اما خوفاً من بطش الحاكم اوطمعاً في مكاسب ومنافع ويبقى الحال على ماهو عليه حاكم مستبد وشعب ذليل .

ان تدخل الدوله وتلاعبها بنتائج الانتخابات يعني عدم احترامها لاراده الشعب وسرقه اصواته كما سرقت ثرواته فماذا تفسر تدخل قوات امنيه لنقل صناديق الاقتراع الي منطقه لاتعرف بها المفوضيه وممثلي الكيانات السياسيه بحجه الحفاظ عليها من هجوم مليشيات مسلحه… واذا كنتم غير قادرين  المحافظه والدفاع عن صناديق الاقتراع واصوات المواطنيين فهل ستحمون المواطن نفسه ( العذر اقبح من الذنب)! واين ذهبت مليونين بطاقه الكترونيه انتخابيه لم توزع ولم يعرف مصيرها!!؟! مااخشاه ويخشاه الملايين قد يحصل…. ونجد ان اصواتنا وارادتنا تسرق ويدخل العراق في منزلق ينحدر به البلد الى صراعات لاتنتهي  .

من المؤكد ان كل مواطن شريف يحب بلده يطمح ان يراها تتطور وتتقدم فما بالك في بلد مثل العراق يمتلك هذه الثروات والخيرات ولكن كيف يتعافى البلد اذا لم نتكاتف كلنا ونضع مصلحه الوطن في المقام الاول ونحاسب حكامنا لانتملق لهم ونقف وقفه رجل واحد همه بناء وطن يتفاخربه وان لاندع عقارب الزمن تجري ونحن في نفس المكان وان لانترك حكامنا يتلاعبون بنا ويقررون مصيرنا وان لانسمح للسراق والمفسدين ان يقتلوا فينا حبنا لوطننا ويزرعوا روح اليأس  فينا حتى يغتنوا على حسابنا ونجد انفسنا نبكي على وطن