دعوت على عمرو فمات فسرني… وعاشرت اقواما بكيت على عمرو
عند مناقشتنا لواقع منطقة الشرق الاوسط بشكل عام وواقع المنطقة العربية خصوصاً . نرى الصورة مشوهة ملوثة يعلوها الغبار والدمار والاسف . عند استشراف حالة التردي هذه التي تعيشها المنطقة يتراءى لنا حجم التآمر الكبير الهائل الذي تمارسه الدول الاستعمارية بشكل سافر واضح وعلى كافة المستويات وفي كل المجالات بدءاً بالتخريب الاجتماعي وانتهاءً بالاقتصادي والسياسي . عند استذكارنا للحالة الحالية . نشعر بالضيق والاحباط والاختناق بل ” والجبن احيانا “. من اولويات مستلزمات الرفض للعدوان ادانته والتصدي له ومقاومته ورفض سلوك المعتدي . وهذا النهج المتعارف عليه عام ومشروع للبشر وحتى للحيوان . ما يؤرقنا اكثر شواهدنا في تاريخنا القريب حول هذا الموضوع . كان هناك قادة وهناك دول ورجال ومنظمات يعون الحال العام ويعيشون ويتبنون الثورة كمنهج للدفاع والرد على العدوان الاستعماري الطامع وتسمية الاشياء بأسمائها والمعتدين بمواصفاتهم واخطاءهم . كان الكل يسمّي بريطانيا وفرنسا بالمستعمرين المعتدين والكل يسمي امريكا بالدولة الاستعمارية المتجبرة الطاغية المحارِبة للعالم الحر . كانت ادانة وتعرية فكرية شاملة لهذه الدول صاحبة السلوك السيء المشين الواضح من استراتيجياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية العدوانية في العالم العربي وغيرالعربي . لكننا اليوم نعيش التناقض الرهيب بين حقيقة الواقع المر لدول الاستعمار الذي تترأسه الولايات المتحدة الامريكية وموقف وسياسة الزعامات والاحزاب في المنطقة والافعال والمواقف المطلوبة منها لصالح مصالح شعوبها التي تعاني الازمة الخانقة المشوشة بين المستعمر المعتدي والحاكم الظالم الطاغي الصاغر والقابل بالعدوان والمتجاهل لشعبه . مَن مِن حكام واحزاب ورجال السياسة الحاليين يجرء ويقول على امريكا انها دولة استعمارية عدوانية مَن . ؟ واين هو ذاكر التاريخ الاستعماري الشائن ومن هو من يدين اسرائيل الكيان المغتصب الذي صنعه واسسه المستعمر العالمي , يخجلون من تسمية المجرم بأسمه والمعتدي بعدوانه . من كان يدين الشيطان اصبح من اتباعه بل يسلك نفس سلوكه .
نخاطب كل من يدعي ” المراجل والمرجلة ” عليكم بالثورة على ذاتكم واصلاح نفوسكم . ماذا كسبت دول المنطقة من حالة سلوكها المتردي وتأجيج صراعاتها مع بعضها وغفلتها عن عدوّها الحقيقي ومصالحها وحقوقها المستباحة من قِبل عدوها المشترك ” الاستعمار ” مالذي جنته شعوب ودول المنطقة غير الخراب والاذى وعدم الاستقرار والاحباط . بأمكان هذه الدول اعادة النظر في سلوكها وسياساتها ومفاهيمها ومناهجها الحالية والمستقبلية والعمل على رخاء شعوبها وعيشها بسلام , ومواجهة من يحاول العدوان والضرر بها . الا يكفي ما حل بها كحكومات وكشعوب ومجتمعات , لماذا لا تعتبر بدول العالم وشعوبه كيف تعيش وتتحد وتخلق وتوظف مناهجها خدمة لمجتمعاتها . الى متى تتبنى دول المنطقة حالة الجهل والخنوع . عليها الثورة , الثورة على ذاتها والثورة في المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والانساني والعدلي خدمة لشعوبها وحقنا لدمائها ومالها المهدور على اهداف غير منطقية ولا تصب بمصلحتها جميعا . بل يصيبها الضرر بكل ما تفعله وما تقوم به ولا يصب الا في مصلحة دول الاستعمار والعدوان . على دول المنطقة ان تعي هذه الحقيقة وعليها قطع كل الخيوط التي تحرّكها عن بعد . عليها ان تفهم وتعي ذلك عندها سيكون بمقدورها ان تقدم الافظل والاحسن لشعوبها ومجتمعاتها وستتمكن وتنتصرفي صراعها المشروع.