19 ديسمبر، 2024 12:00 ص

الحاكم العربي مشروع مثالي للإستثمار الابتزازي الاستعماري

الحاكم العربي مشروع مثالي للإستثمار الابتزازي الاستعماري

إذا غامرتَ في شَرَفٍ مرُوممِ * فلا تقنع بما دون النجومِ

فطعمُ الموتِ في أمرٍ حَقيرٍ * كطعم الموت في أمرٍ عظيمِ

يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ * وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ

ماتمر به الامة الاسلامية والعربية في هذه الحقبة الزمنية صعب للغاية . مشابه للحال الذي اعقب الحرب العالمية الاولى , بعد انكسار دولة الاسلام واستعمارها وتفككها حال صعب للغاية . بل الحال الحاضر يعد في الحسابات الاقتصادية والعسكرية والحياتية الاجتماعية , اصعب بكثير من تلك الفترة , ناتجة عن القدرات التي يملكها المعتدين وللأسباب التي تتعامل بها المجتمعات من الوسائل المعاشة المتداولة . الحياة وضروفها ومستلزماتها بسيطة وسهلة في ذلك الزمان ” قبل وبعد الحرب العالمية الاولى ” مقارنة بالحال المعاش الراهن . كان الاعتماد على الذات والوسائل البسيطة في المجتمعات السمة السائدة في تلك الفترة عكسها في هذه الفترة.

كنا دائماً نكرر ونقول ونعيد القول بأن الامة العربية تمر بحال صعب وسيء . لم يتغيير حال الامة كأمة من حال صعب الى حال اصعب منه وأسوء. المشكلة لم تكن في مكوناتها لكنها اصلاً وبالاساس مشكلة الحكام ” حكام هذه الامة “هم من يتعرض للأزمات الصعبة لا بل للتهديد بمصائرهم كحكام على شعوبهم وتعمل الدوائر الاستعمارية على ابتزازهم مقابل بقائهم في اماكنهم يحكمون . واللعبة الاستعمارية تكمن في تنصيب من يشائون , أو احتواء من يتكوّن منهم عن طريق الانقلابات العسكرية التي يصفونها بالثورات . معظم حكام العرب يحاولون الاستئثار بالسلطة على اعتبار انهم الافضل . بالمقابل دوائر الاستعمار تسند وتنمي مثل هؤلاء الحكام لأجل استغلالهم وابتزازهم والعبث بمقدراتهم ومقدرات شعوبهم ومصائرها كمصالح وأمان واستقرار وتطور ورخاء. تعمل دول الاستعمار على اعاقة هذه الموجبات الاساسية لحياة الشعوب . ” كيسنجر وزير خارجية اميركي سابق يقول ؛ ليس من مصلحة الولايات المتحدة ان تحل اي مشكلة في العالم لكن من مصلحتها أن تمسك بخيوط المشكلة وتحرك هذه الخيوط حسب المصلحة القومية الاميركية ” ومعروف ان الولايات المتحدة الاميركية هي أم الاستعمار العالمي الحالي . حكام العرب ودول الاستعماريعرفون ويدركون بأن الوحدة والتوحد اساس للقوة والاستقرار والازدهار . بالمقابل الجميع ؛؛ يخشونها ؛؛ ولا يميلون لها كونها بأعتقادهم ؛ خاصة الحكام ؛ ستهدد وجودهم وكياناتهم التي يتحكمون بها وبمصيرها , لنحتكم للعقل والتعقل ونعتبر بما تمخض عنه فعل وسلوك الآخرين . مثل اوربا ” الاتحاد الاوربي ” والتفكير بتطوير البنية القومية للمجتمع العربي كحكام وشعوب ومؤسسات وهوية ثقافة سياسية وفلسفية تنبني على اساس ان الانسان العربي هو ” الغاية والوسيلة ” ضمن الاهداف والنتائج للثقافة السياسية العامة العالمية والخاصة الوطنية . ورسم حالة مركزية ؛ قيادة ؛ يشترك بها الجميع لادارة وقيادة المجموع الجذري العام ؛ الشعوب ؛ وتحديد المصالح العامة المركزية والعمل على ترشيدها واقرارها وتنفيذها والدفاع عنها وترك الحالات الفرعية سائبة قابلة للتصرف حسب الامكانات الذاتية الاقتصادية على ان لا تتناقض مع الجوهر المعني مثل جعل القضية الفلسطينية الاساس في جوهر التعامل العربي , لا فقط في الكلام والاعلام والشعارات , المطلوب القياس عليها داخلياً ظمن المحيط العربي , وخارجياً في العلاقات العالمية . يليها الموقف الواحد المتوحد من كل تهديد يتعرض له أياً من كيانات الامة وفي كل مجالاتها الحيوية الاقتصادية والسياسية العسكرية والجغرافية ‘ الحدود والمياه ، يترافق مع هذا استهداف البنى التحتية في التطور والتنمية الاجتماعية والعلمية وتنمية القدرات الفردية والمجتمعية وتحقيق الامان الاجتماعي الداخلي والخارجي . يقابل هذا كله على المجتمعين في هذه البودقة التي سينصهرون فيها لخلق حالة جديدة تعزهم وشعوبهم وتعزز قدراتهم وتأثيراتهم الداخلية والخارجية , عليهم ان يضعوا في حساباتهم بأنهم سيواجهون رد ” استعماري صهيوني ” مسعور ومتكالب , لذا عليهم الاستعداد والتهيء بحذر وقوة لمواجهة ذلك بسور قوي من الجدية والاتحاد والصمود . وسيؤدي ذلك حتماً وفي اجل قصير الامد الى تغيير كل الموازين والقياسات التي يتعامل بها المستعمرون والطامعين بخيرات هذه الامة والعدو الاساس المعروف والمشخص ممكن التعامل معه بحزم وقوة وصدق وجدية وابرز دول العدوان هم أميركا واسرائيل الكلاب المسعورة ومن يليهم ويواليهم جرائهم المجربّة النظام الايراني وفرنسا وبريطانيا وروسيا . صيغ كثيرة ومتعددة للتعامل مع هؤلاء واجبارهم على تغيير سياساتهم تجاه الكيانات العربية عندما تصبح } الكيانات العربية المتحدة {هل تستطيع دول مجلس التعاون الخليجي مثلا ان تطور هذه التجربة وهذا الاتحاد وتوسيعه أفقياً ليشمل كل مساحات العرب ؛؛ مجرد سؤال ‘ هل يستطيعون ذلك ؛؛ وهل تستطيع الكيانات العربية المنطوية تحت ظل الجامعة العربية المتهرئ سراب الجامعة الذي لم ندركه ولم نلمس صوره ونتحقق منه . عليكم ياقادة وحكام العرب أن تعيدوا النظر بما انتم عليه , لا احد يصلح حالكم غير أراداتكم وفعلكم وجهدكم . أبحثوا عن حقيقتكم وكما قال النبي عيسى بن مريم عليه السلام ؛ ابحث عن الحقيقة وستقوم الحقيقة بتحريرك ؛ الفرصة متاحة امامكم ” مغرية ” للتحرير والتوحد ؛ أفعلوها مرة ؛ وشقوا اكفانكم واعيدوا نفوسكم للحياة . الافاعي والذئاب يحيطون بكم ويخشون نار شعوبكم ولهيبها إذا هبّت, أججوا نارشعوبكم وسعّروها بوجه من يتربص بكم ان كنتم جادين وصادقين وكونوا كما قال المتنبي ” إذا غامرتَ في شَرَفِ مرُوممِ * فلا تقنع بما دون النجومِ * فطعمُ الموتِ في أمرٍ حَقيرٍ * كطعم الموت في أمرٍ عظيمِ .