22 ديسمبر، 2024 11:11 م

الحاكم الأحداث والأشخاص!!

الحاكم الأحداث والأشخاص!!

الواقع العالمي والإقليمي محكوم بإرادة أشخاص , والجميع يكون تابعا لها أو يدور في فلكها , فالعالم قد تغير بعد مقتل “فرانز فيرديناند” ودخل حربا عالمية مروعة , وفي ألمانيا برز شخص أدخل العالم في أتون الحرب العالمية الثانية , و”الأخوان رايت” غيّرا الدنيا بإبتكارهما الطائرة , و”بل غيت” جعل البشرية تمضي على ما توصل إليه من مخترعات , و”ستيف جوبز” صارت الدنيا مرهونة بمبتكراته , وأصحاب “السوشيال ميديا” إمتلكوا الناس وأسسوا إمبراطورياتهم العظمى.
والعرب غيْرهم بعد “البوعزيزي” , وستتغير أحوالهم بعد مقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
نعم إن الأشخاص هم الذين يغيرون الدنيا ويصنعون الأحداث والتطورات والتبدلات , وبالأشخاص يتحقق التقدم والتأخر , وتنهار الأمم وتُدمر الشعوب , فالبشرية رهن أشخاص وحسب!!
ولو عدنا إلى الأديان والمعتقدات , لتبين لنا أن الملايين تتبع أشخاصا وتتعبد في محاريب رؤاهم ومنطلقاتهم التي دعوا الناس إليها.
وهكذا فأن الخلق رهن مخلوق يبرز ويتميز ويقبض على القوة فيقرر مصيرهم!!
ومن هنا فعلينا أن نترقب ماذا سيحصل في الواقع العربي بعد زلزال القنصلية السعودية في إسطنبول , وكيف ستتوالد الأحداث والتطورات , وما ستؤول إليه التفاعلات الدولية وبأي الوسائل ستتمكن القوى من تحقيق الإفتراس الأكبر لوجود أمة وقضية أجيال.
فهل ستبقى السعودية على حالها , أم أنها ستدخل في المضطرب العربي الفتاك؟
هل ستتوقف حرب اليمن؟
هل ستتقوى أو ستنهار قوى إقليمية؟
هل ستتبدل أنظمة؟
هل ستبدأ مشاريع جديدة بحجم الإتفاقيات والمعاهدات التي تحققت في بدايات القرن العشرين؟
وهل ستكون المنطقة العربية ساحة لحرب عالمية معاصرة؟
إنها تساؤلات مرهونة بأشخاص , وما جرى في قنصلية السعودية في إسطنبول لأمر معقد ومدبر ومتقن , وهذا هو المطلوب منه لكي يتم الإقدام على ما لا يخطر ببال!!
فهل نحن أمام مجهولٍ أليم؟!!