19 ديسمبر، 2024 2:07 ص

الحاضر الاستعماري المعاش في انتظار الكارثة

الحاضر الاستعماري المعاش في انتظار الكارثة

بعد ثورة 1920 في العراق ( ثورة العشرين ) اضطرت بريطانيا وسارعت في اقرار وتشكيل حكومة ملكية في العراق . حقيقة هذه الثورة كانت محفوظة في ضمير ووجدان العراقيين وبأنتضار من يشعل شرارتها فكان ذلك . العراقيون رافضين للهيمنة الاستعمارية الصليبية , أذ كيف ينقادون اليهم ” الصليبيون ” ويتخلون عن دعوة الاسلام بحجة ” محررين ولسنا فاتحين ” جفلت بريطانيا من هذه الثورة العرمرم التي شملت العراق كله بكل اطيافه واشكاله . وصل القرار داخل الادارة البريطانية أنهم على وشك الانسحاب من العراق , ثورة لم يعتادها البريطانيون في كل عالمهم الاستعماري وحروبهم . السلوك العراقي في هذه الحرب وهذه الثورة عجيب غريب يندفع المقاتل العراقي بشكل ملفت للنظر يقتحم كتائب المدفعية يواجه المدفع ولا يحمل سوى عصا في نهايتها كرة من قير متصلب تسمى ” المكوار ” ينهي طاقم المدفع ويهزج بعدها ( الطوب احسن لو مكواري ) . والاعجب تسارع النساء لسحب المصابين والشهداء من ارض المعركة والقتال محتدم وبالسلاح الابيض مثل البطلة ” نجَيدة ” التي سحبت أخاها المصاب من ارض المعركة وهي متسلحة ” بمحراث التنور ” حالات اشبه بالخيال لم تعهدها بريطانيا في العالم كله . على اثرها وفي سنة 1920 في نفس عام الثورة أقرت بريطانيا في مؤتمر واسع انعقد في مصر اقرار وتشكيل الحكم الملكي العراقي . تداعيات الثورة العراقية ضد الاحتلال البريطاني ” ثورة العشرين ” ارعبت بريطانيا وارّقتها بعنف حتى كانت تخشى اتساعها وشمولها لمناطق خارج رقعة العراق الجغرافية . حالة القلق والخوف أجبرت بريطانيا وفرنساعلى اقرار تشكيل حكومات في مناطق مختلفة من العالم وفي صدارتها المنطقة العربية , على ان تضل تحت نفوذهم شرط التبعة الاستعمارية . كان بأعتقاد المستعمرين ان تجزئة وتقسيم جغرافية الدولة الاسلامية هي حالة خراب للإسلام وللرسالة الاسلامية السماوية , بتقادم الزمن خاب فألهم فمفهوم الامة الاسلامية بقيت كأمة ودين الاسلام لم يتشوه كل ماقاموا به تقسيم بلاد المسلمين جغرافياً لا عقائدياً . فالامة الاسلامية باقية وستبقى على ثوابتها في شواهد التوحد . الله واحد والنبي واحد والقرآن واحد والقبلة واحدة . على اساس هذا العرف القوي الصلب استعانوا بالطائفية والحركات الباطنية ومحاولة تعميمها وخلق وتطوير التناقضات الثانوية وتحويلها الى تناقضات رئيسية . يبقى المستعمر يخشى الثورة وفي انتظارها فأخذ يعمل على خلق وصناعة حركات اسلامية متطرفة لتنوب عنه في مناهجه التخريبية داخل الاسلام فخلق القاعدة والخمينية وداعش وبوكو حرام وغيرها يحارب بها المسلمين والدين الاسلامي الصحيح من داخلهم والمستعمر كما يقول المثل ( طالق الرمح سالم الخسارة ) لكن المسلمين وصلو الى الحد الاخير وهم بأنتظار من يقدح شرارتهم حتى يتوهجوا في وجوه المستعمرين الذين يعملون في العلن . اصبح الانسان العربي والمسلم على يقين ومعرفة بمصالحه واعدائه وبأنتضار ربيعه الاسلامي الحقيقي المتحقق لا محالة . . . عبدالقادر ابو عيسى : كاتب ومحلل سياسي عراقي حر مستقل .

أحدث المقالات

أحدث المقالات