23 أكتوبر، 2024 3:23 ص
Search
Close this search box.

الحاسوب في حياتي: ضرورة ام اكسسوار؟

الحاسوب في حياتي: ضرورة ام اكسسوار؟

سؤال لم يكن منطقياً الى وقت قريب حين كانت الحواسيب (Laptop, Desktop PC’s) تسيطر على سوق الاستخدام العالمي من الاكاديمية الى العمل والصناعة والبحث العلمي والهواة والمستخدمين العاديين وعشاق الالعاب وتصفح الانترنت ولكن مع تقدم العلوم والتقنيات الجديدة وظهور جهاز جديد كل يوم تقريباً وتنافس الشركات الكبرى بل والصغرى ايضاً على تقديم الافضل والارخص والاكفأ والاكثر تطوراً وخدمة للحاجات المتزايدة للمستخدمين، بدأ سوق الحواسيب الشخصية واللابتوبات ينحسر بين المستخدمين العاديين وبدأت تتخصص طبقات من المستخدمين لكل جهاز من الاجهزة الجديدة من (i-phone) و (i-pad) و (i-pod) و (tablet PC’s) و (smart mobile phone) وغيرها الكثير فهل سنشهد انحساراً في صناعة هذه الاجهزة الجميلة والرصينة في السنين القليلة القادمة ام ان مصنعيها سيجدون ما يزيد من رواجها بين المستخدمين ام ان هذا التحول حتمي؟ وان نفس مصنعي ال (PC) وال (Laptop) سيتحولون لتصنيع ال (smart PDA’s) وال (tablet PC’s)؟ وما تأثير ذلك على المستخدم العادي والمختص والمحترف؟
الحاجة ام الاختراع
تسعى الشركات الكبرى دوماً الى استقطاب اصناف جديدة من المستهلكين لأدامة الانتاج ولكن هذه المرة وقعت هذه الشركات في حيرة من امرها فزيادة الدعاية والاعلان لمنتج معين يؤثر سلباً على منتج اخر فأخذت هذه الشركات سياسة انتقال تدريجية للحفاظ على اصناف من المستخدمين لكل منتج من منتجاتها وقد بدأت سمات التخصص تظهر حيث انحصر استخدام الحواسيب الشخصية بشكل كبير في الدوائر الرسمية والقليل من المبتدئين في مجال الحاسوب في حين اصبح اللابتوب هو الجهاز المفضل للباحثين العلميين ورجال الاعمال بما يوفر من مميزات النقل بسهولة والشحن لمدة متوسطة والذاكرة الكبيرة وكونه منصة تطوير برمجيات ومعدات جديدة لأغراض البحث العلمي في حين ان افواجاً كبيرة من المستخدمين الهواة من عشاق التصفح للأنترنت والعاب الرسوم المتحركة المجسمة الفردية والجماعية بدأوا يتجهون نحو الاجهزة اللوحية والهواتف النقالة الذكية بسرعة كبيرة ولكن يبقى السوال قائماً: هل ان السوق استقر على هذا ام ان التغيرات المقبلة اكبر بكثير؟
الحاسوب الشخصي شخصي مرة اخرى!
تؤكد شركات تصنيع اللابتوبات والاجهزة اللوحية انها رسخت مفهوم الخصوصية والشخصية في منتجاتها ولكن السؤال الذي يهمنا كمستخدمين عرب هو هل هذه الخصوصية تنتج لدينا اجيالاً مثقفة متعلمة او اجيالاً مريضة بادمانها على النت والتصفح ومواقع التواصل الاجتماعي بل وحتى استخدام هذه الاجهزة (الشخصية) كبيئة لتبادل وتناقل ومشاركة المحرمات من افلام خليعة ومشاهد اثارة مشبوهة؟ بل واستخدام هذه الاجهزة كوسيلة للتواصل بين المجاميع الارهابية والتخريبية وتبادل الفيديوهات التعليمية للأمور الممنوعة شرعاً وقانوناً؟ وهنا يحضرني قول للعالم الكبير اينشتاين بما معناه ان التكنولوجيا اذا سيطرت على المجتمعات ومسخت تواصلها الاجتماعي الحقيقي فسينتج مجتمع من المختلين والمعتوهين والسفهاء عقلياً! وامر اخر يجب الالتفات اليه هو تأثير هذه الاجهزة على المستوى العلمي للطلبة الصغار والمراهقين وتأثيراتها السلبية على مهارات التواصل الاجتماعي والعائلي والكل يشكو من ذلك ولكن لا حل لدينا سوى السير مع التيار الى المجهول!!؟؟
مشاريع قوانين حضر او مراقبة
انتشر خبر في الايام الماضية حول نية الكثير من دول العالم لتقييد حرية النشر والتصفح في الانترنت في العالم ولكن قرار كهذا لم يمر ولن يمر حتى بدعم روسيا والصين لأن القائمين على الانترنت والمنتفعين به اناس وحكومات لا هم لهم سوى جني المال وبأي شكل من الاشكال بغض النظر عن الاخلاق والقيم والمبادي والاديان لذا اصبحت المراقبة والمحاسبة مسؤولية الدول الحريصة على شعوبها والمدارس والجامعات والمؤسسات التربوية وقبل كل هذه البيوت والتربية المنزلية المنظبطة والمحافظة حتى لا نسيء استخدام هذه النعمة كغيرها وتنقلب وبالاً علينا كشعوب مستهلكة وسيئة الاستهلاك دوماً!
الغاية من كل هذا الكلام:
في وقت من الاوقات كان الحاسوب هو حلم المثقفين والمتنورين والمتعلمين لينهلوا من فوائده الكثيرة ولكن حصل ان تدرج الاستخدام من فائدة  ومنفعة وتواصل علمي وعملي وثقافي الى وسيلة لهو وترف وبذخ ولعب واكسسوار غير مفيد بل مضر في اغلب الاحيان وهنا لا بد من اعادة النظر في الغاية الحقيقية من اقتنائه والحديث هنا ليس لمختصيه ولا للمحتاجين اليه في العلم والعمل بل الى فئات كبيرة من الشباب والشيوخ والعجائز ممن يسعون الى امتلاكه وتجديده وادامة الاستهلاك لا لفائدة تذكر او منفعة ترجى ولكن فقط للسير مع التيار! وامر اخر يوجه الى مختصي الحاسوب وهو انه بالرغم من مسؤوليتكم في تعليم الناس استخدامه وتسهيل ذلك للمتعلمين الا ان ذلك يفرض عليكم مسؤولية اخرى وهي التثقيف للمخاطر المحتملة من سوء الاستخدام وتحذير المتعلمين من الامراض النفسية والجسدية التي يمكن ان يسببها الاستخدام الخاطئ لهذه النعمة او السلاح ذو الحدين القاطعين فهو اما ان يسبب ثورة تقنية ومعلوماتية واجتماعية ايجابية تدفع الامم الى الامام كما حصل مع غيرنا من الدول والشعوب واما ان يكون وبالاً وسلاحاً خفياً لظرب الامة في شبابها ومجتمعها وقيمها واصالتها ويمسخها وتصبح بعد استخدامه لا شيء! فقط مستهلكين وتابعين للغير ننتظر ان يرمي لنا فتات ما لديه لنلهو به! لذا وجب التنبيه عسى ان ينتفع به من يريد ذلك ومن يوفقه الله لذلك.

أحدث المقالات