23 ديسمبر، 2024 1:38 ص

الجُبَناء يَقّتِلون العراق !

الجُبَناء يَقّتِلون العراق !

(دلللول الولد يبني دلللول عدوك بعيد وساكن الجول) هذا التراث الحزين حين تتغنى به المرأة العراقية لم يأتي من فراغ ذلك أن العراق منذ زمن بعيد عبارة عن واحة من الحزن والألم كنتاج طبيعي لأهمال حكومات متخاذلة ومجرمة .
رغم أن العراقي يتصف بالنخوة والشهامة والشجاعة لكنه يقف ساكناً وبشكل غريب ولافت أمام من يستهين به ويسوقه لعذابات لاطائل منها سوى زيادة عجرفة الحاكم وحاشيته المقرفة . هكذا هو حال العراق بأستثناء تلك الثورة التي قادها شيوخ أجلاء حين شعلوا شرارة طرد الأحتلال البريطاني فيما يعرف بثورة عام 1920 وهي النقطة البيضاء في سفر العراق الحديث .
بعد هذه الثورة المعطاء بدأت مسيرة الحزن الغريب لدى العراقيين . وكأن ثورتهم للتخلص من الأحتلال كانت تهدف الى أيجاد حكم العوائل والأحزاب التي بدورها أستغلت الشعب أسوأ استغلال وراحت تعيد الأحتلال من جديد من خلال موافقتها على أن تكون عميلة ومنفذة لأجنداته .
بدأت الدماء العراقية تسيل منذ العام 1963 وازدادت تلك الدماء بعد العام 1968 ومن ثم تضاعف الألف عندما خطف الحكم عام 1979 ولتبدأ مسيرة الحروب المجانية والتي أستهلت بالحرب مع ايران والتي دامت ثمان سنوات نزف خلالها الآلاف من العراقيين حتى انتهت لتبدأ بعد سنتين حرب الكويت التآمرية على العراق من أجل القضاء عليه بشكل كامل ومانتجت عن هذه الحرب من قرارات دولية ظالمة فرضت حصار قاسي جَوَّع الشعب العراقي وقتل الآلاف من أطفاله وشبابه وشيوخه نتيجة لشح العلاج .
مع كل هذه المؤامرات على العراق كان الداخل العراقي يعيش حالة من الظلم الناتج عن النظام الدكتاتوري الذي فرض سياسة موحدة لاتسمح للمعارض بالحياة ومن يقول بعكس ذلك أنما هو كذاب ومنافق .
تواصل مسلسل الألم وخلف الكواليس أيادي خبيثة تحيك لمؤامرة أعظم كانت واضحة عند الغزو الأمريكي للعراق بداعي تحريره وقد جاء الأحتلال ومعه عملائه يحملهم على ظهور دباباته ليسلمهم الحكم على أنهم فاتحين فرحب الشارع على أن هؤلاء كانوا يعيشون في الخارج وسينقلون تجارب العالم لبناء عراق جديد على أساس من التمدن والتحظر والتاطور . عراق يحترم الأنسان ويعالج مشاكله التي خلفتها الأنظمة السابقة .
لكن النظام الجديد سرعان ما أنكشفت أوراقه الصفراء وسرعان ما أنكشفت حقيقة من كان يدعي معارضة النظام السابق فتتضح الحقيقة ان الصراع من أجل المال والسلطة وبدأت مرحلة قاسية جديدة بل أنها أكثر قساوة من النظام الدكتاتوري السابق .
أصدروا قوانين قذرة تهدف بالأساس الى تدمير العراق فألغوا الجيش العراقي بوساطة المجرم القاتل بول بريمر ومن ثم ألغوا الأجهزة الأمنية الأخرى ليعتمدوا على جيش الأحتلال الذي درب مجموعة قذرة شكلت فرق موت قتلت العلماء والقيادات العسكرية المهمة وخاصة تلك التي كان لها دور في هزيمة ايران في حرب الثمان سنوات .
ومن ثم أججوا الخطاب الطائفي الذي راح ضحيته الآلاف من العراقيين الأبرياء سنةً وشيعة ومن ثم توجهوا الى باقي الطوائف العراقية ليهجروا المسيح والصابئة والأزيدين وليصبح العراق ساحة للموت المجاني بفضل عملاء لا همَ لهم سوى جمع السحت من اموال العراقيين وتنفيذ أجندات أسيادهم .
بقي الحال على ماهو عليه والموت اليومي متواصل رغم أدعاء العملاء على أنهم قد أسسوا لمنظومات أمنية لكن لم يمضي يوم واحد دون ان يحدث فيه عمليات قتل وتفجير وتفخيخ .
سياسة العملاء واضحة وهي لاتريد للبلد أن يستقر فنشرت مليشياتها بين أجهزة الجيش والشرطة بعد أن استخدمت المال لشراء الذمم وتزوير الأنتخابات لتبقى سيف مسلط على رقاب العراقيين وانصارهم من بائعي الضمير يسرحون ويمرحون باللباس العسكري . فكم حادثة غادرة قد نفذت بحق عراقيين أبرياء والمجرمين يرتدون زي الشرطة والجيش ؟ عوائل بأكملها قتلت وشباب بعمر الزهور قد غُيبت وكفاءات عراقية قد صُفيت ؟
ويستمر مسلسل غدر العراق وتدميره وقتل أبناءه حتى اذا خرج الأحتلال بقي عملائه ينفذون أجندته التدميرية بحذافيرها . تتذكرون كيف قتل مدرب نادي كربلاء الكابتن محمد عباس في ظروف قاسية على أيدي أجهزة أمنية وحشية وقد تم التدليس وأخفاء الجريمة واليوم يتكرر ذات المشهد من شاب مراهق من أبناء الديوانية ( حسين لازم ) والذي قتل بدم بارد بعد أحالته الى قسم مكافحة الأرهاب لعدم حمله هوية شخصية . هكذا هو الأجرام يتواصل في العراق بوجود قيادات لاتحمل من الهم العراقي شيء .
هكذا هو فعل الجبناء حين يقتلون وطن . يعظهم مرتبط بأيران والبعض الآخر بأمريكا والآخر بقطر أو السعودية أما العراق فليس له سوى الله .
أي حال يعيشه العراق في وقت لايسمح للمواطن أن يعود الى بيته الا بعد موافقة أيران ؟وهذا الذي يحصل في جرف الصخر ومناطق اخرى .
أية قذارة تلك التي تتحكم بالعراق؟ بتعمد تم تغييب أركان الدولة وبتعمد تم ألحاق القرار العراقي بدول أقليمية وبتعمد بيعت الأراضي والبحار للأرهاب ودول ساهمت في تدمير العراق . من أجل المال والسلطة تم تسليم نصف مساحة العراق الى داعش ومارافق هذه الجريمة من أبادة لخيرة شباب العراق في سبايكر وبادوش والصقلاوية ومايزال الموت ينتعش في العراق المغدور المختطف
حسبنا الله ونعم الوكيل
[email protected]

المستقبل العراقي ما بعد داعش
بقلم د. سرمد عبد اللطيف الهميم

كلنا يعلم وعلى يقين، وانا اولكم، ان كابوس الارهاب المسمى بـ”داعش”، اوشك على الانتهاء وانكسار شوكته، وان ذلك كله بات اقرب من حبل الوريد، ولكن ماهو واجبنا بعد اندحار داعش، وما هي واجبات ومسؤوليات كل عراقي، لنفكر قليلاً بعيداً عن كلمة “اني شعلية” التي حطمت النفوس، وكلمة “انصر طائفتي” التي خربت البيوت، وذلك كي لا نقع في ذات الهاوية التي لا زلنا نعاني منها، ولا تضيع التضحيات البطولية للقوات الامنية بكل مسمياتها، التي ادت واجبها على اتم وجه، ولا زالت انتصاراتها مستمرة، ولا تذهب دماء الشهداء سدى.
اليوم نحن بحاجة الى وقفة رجل واحد، فامامنا مسؤوليات جمة، وفي قابل الايام هناك تحديات، اما ان نجتازها او تدفننا احياء، خاصة ونحن مقبلون على انتخابات، والتي نرجو ان تكون غربالاً لضمائرنا وعقولنا وعواطفنا، فلا شك ان العراقي الاصيل، غيور على شرف ارضه وعرضه، وان امله بالمستقبل الزاهر لا ينتهي ويقينه بذلك لا يتزعزع، باستثناء المشككون بامكانياتنا كشعب، وهم المنتفعون من وجود داعش، والدمى التي تستخدمها اياد خفية وتحركها لتأجيج الفتن الطائفية، فكما قلنا سابقا : ان القضاء على الارهاب يحتاج الى رصاصة وفكر سليم، بندقية وعقل طاهر، دبابة واسلام بريء من التطرف، كي لا نلدغ من جحر مرتين.
صدقوني وجربوا هذه الطريقة، لنوحد كلمتنا ونجمع صفنا ونصفي ارواحنا وضمائرنا ونمنعها من الانجرار وراء المذهب والطائفة والتحيز له، وسترون ما يحمد عقباه ان شاء الله، لنعيد حساباتنا ونحدد مواقفنا، إما مع العراق ارضا وشعبا ومستقبلاً، وإما مع الضياع حتى قيام الساعة