يتميز سكان العراق باشكالهم والوانهم المختلفة ,فهم مزيج غير متجانس ,هجين من اقوام مختلفة , تتراوح الوانهم بين الاسمر الداكن والاسمر والقمحي ثم الابيض الى حتى الاشقر .الاكثرية من السكان يقولون انهم عرب اقحاح ويؤكدون انهم من قبائل عربية اصيلة اونقية النسب , في العالم الحالي الواقعي لا معنى لكلمة اصيل او نقي ,وفي الدين لا معنى لكلمة اصيل او نقي التي يتشدق بها العرب للدلالة على صفاء العرق (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) .
العراقيون خليط من سكان اصليين (سومريين اكديين بابليين اشوريين), وسكان قدموا من ثلاث بقع مجاورة كمهاجرين وقديما كان ذلك امرا طبيعيا اي الهجرة ويبدو انها لا تزال امر طبيعي ,عرب قدموا من جزيرة العرب ,وترك قدموا من اواسط اسيا بضمنهم مغول وتتار ,ولور قدموا من لورستان في ايران كما جاء اقوام اخرون كالفرس والشركس والارمن والداغستان وغيرهم ولكن باعداد قليلة . اما الكورد فهم يتوزعون في المناطق المتحاددة بين البلدان الأربعة العراق وايران وتركيا وسوريا أي لهم مناطقهم ويمكن دراسة حركتهم بموضع اخر غير هذا المقال . العراق يقع في منطقة تتقاطع عليها ثلاث قارات ويجرى فيه نهران وتتوزع تضاريسه بين سهل وتل وجبل وصحراء مما جعله مسرحا لاحداث كبرى وسيبقى مسرحا لاحداث كبرى بسبب الجغرافية .لا تكاد تفوقه بقعة في الارض بمرور الغزاة والمحتلين عليها كما مروا عليه , تعرض الى غزو واحتلال وتدمير ولمرات عديدة على مدى تأريخه وآخره الغزو الامريكي .
هذه المنطقة المتكونة من العراق وسوريا والاردن وفلسطين ولبنان هي قلب العالم وتحتوي الذاكرة الدينية والتعليمية والتاريخية للعالم ,هي سجل الحضارة,حيث ظهرت فيها جميع المدونات الدينية للديانات الابراهيمية والتي هي الديانات السماوية والتي تدور جميع احداثها التي تحكيها بين العراق والشام والجزيرة ومصر .هي السجل الانساني للتطور البشري شهدت اختراع الكتابة وكتابة اول القوانين الوضعية(شريعة حمورابي) ونزول الشرائع السماوية أي القوانين الالهية ,اي ولد القانون الوضعي والسماوي هنا , شهدت ظهور اللغات التي صيغت بها هذه الشرائع العبرانية والآرامية والسريانية والعربية .
هل يوجد جينوم عراقي نقي او شرق-اوسطي نقي؟
لا يوجد جينوم عراقي نقي او صافي هنا , لان البشر هنا هم نتاج تفاعل الاقوام والقوميات والحضارات , قد يكون هناك جينوم نقي الماني او روسي او سويدي او مغولي او ياباني او كوري او افريقي اي للشعوب التي تقع في اطراف الارض ونهايات القارات ولكن لا يمكن ان يكون هناك جينوم صافي عراقي او شرق-اوسطي او عربي .لا يمكن أن يحتفظ المركز بنقاوته لأنه وعاء امتزاج الإنسانية. الشرق الأوسط وبالذات العراق والشام هما وعاء امتزاج الإنسانية ,هنا طبخت الأديان والشرائع والعادات والتقاليد واللغات والكتابات والمخترعات والاكتشافات.
قام نبي الله ابراهيم برحلته التأريخية الشهيرة من جنوب العراق بعد ان تخلص من محاولة حرقه الى الشام ثم مصر ثم الشام ثم الجزيرة العربية ثم عاد الى الشام وفي جميع هذه الأماكن ترك مورثات انتجت اقواما وشعوبا ولكن بقيت هذه الشعوب وحسب المدونات الدينية للديانات الابراهيمية الثلاث في صراع مع انهم أبناء عمومة دينية .سكن يعقوب حفيد ابراهيم في الشام ولكن اولاده يوسف واخوته ذهبوا الى مصر ثم ذهب معهم واستقروا فيها ليعود حفيدهم موسى بجميع ابناء قومه الى الشام او ارض كنعان .جلب سليمان بلقيس من اليمن السعيد الى فلسطين وتزوجها ,هاجرت موجات من البشر من اليمن والجزيرة العربية الى العراق والشام ومصر وبعد ظهور الاسلام الى الشرق حتى حدود الهند والى الغرب حتى حدود فرنسا والى الجنوب حتى اواسط افريقيا ,هل سيبقى جينوم نقي؟