23 ديسمبر، 2024 10:46 ص

الجيش السوري يُفشل أكبر مخطط لـ”النصرة”

الجيش السوري يُفشل أكبر مخطط لـ”النصرة”

الجيش السوري تصدى لمحاولة زحف استمرت ساعات في ريف حماة الشمالي، حيث أفشل هجوماً واسعاً لميليشيات تنظيم “جبهة النصرة” وفصائل متطرفة أخرى بعد أن حاولت مهاجمة مواقع الجيش من عدة محاور، غير أن الجيش كانت لهم اليد العليا في التصدي لهم وأجبرهم على التراجع، و يأتي ذلك في وقت تابع فيه طيران الجيش السوري اصطياد عناصر التنظيم خلال محاولتهم الفرار، بذلك خيب الجيش آمال المتطرفين وأعطاهم درساً قاسياً في القتال، ونجح في إحباط مخطط الدول الداعمة والممولة للتنظيم.

في هذا السياق اليوم تتوالى انتصارات الجيش السوري في أكثر من منطقة وهي انتصارات ليست سهلة، وأهم الانتصارات التي حققها الجيش في الآونة الأخيرة تتمثل في سحق التنظيمات المسلحة والقوى المتطرفة بريفي حماة الشمالي وادلب الجنوبي، إذ كثفت وحدات الجيش عملياتها ضد تجمعات وأوكار إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تتبع له رداً على خروقاتهم المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد والاعتداء على المناطق الآمنة. بذلك تمكن الجيش بنجاح من وضع حد للمتطرفين الموجودين في تلك المنطقة.

في ذات السياق هناك تغيرات حاسمة وعميقة تجاه الأزمة السورية إذ تسير واشنطن على رمال متحركة في المنطقة، أهم هذه التغيرات فشل سياسة ترامب، وسقوط جميع العمليات الإرهابية التي جرت وتجرى داخل سورية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، فلو تابعنا المسار الذي رسمته واشنطن في سورية والتي وضعت به كل إمكاناتها بعد تعثر إستراتيجيتها في العراق ورهانها على جماعات مسلحة لم تنجح في تغيير المعطيات في الساحة السورية ، نجد بأنها خسرت رهانها وإن سياستها تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، فاليوم هناك فارق هائل في قراءة المشهد السوري، إنطلاقاً من وقائع الميدان، فبعد سيطرة الجيش السوري على مختلف المدن السورية بشكل كامل، بدت المسألة أقرب إلى الحسم النهائي من أي وقت آخر، بذلك تبدو واشنطن المتضرر الأكبر وهي تراقب إعادة تشكيل المنطقة على وقع تنسيق روسي ــــ إيراني وتطورات ميدانية قلبت الموازين على الأرض السورية.

أما بالنسبة لأي من أهداف أمريكا وحلفائها الخبيثة التي لطالما حلموا بها وسعوا وراء تحقيقها منذ بدء عدوانهم على سورية حتى اليوم والمتمثلة بإسقاط سورية وجعلها خاضعة للهيمنة الأمريكية وإركاع شعبها وإذلاله وسلب إرادته… فإنه لم يتحقق منها أي شيء، كما أنه لم يتحقق أياً من توقعاتهم بخصوص استسلام الشعب السوري أمام داعش وأخواتها، لأن شعار الشعب السوري في أي حرب يخوضها هو “النصر أو الشهادة”.

إن الوضع الحالي بالشرق الأوسط يطرح سيناريوهين، إما أن ينتصر الإرهاب أو يخرج الجيش السوري منتصراً، فنصر الجيش على الإرهاب هي النتيجة الأكيدة حسب المعطيات والدلائل في الميدان، وعلى الرغم من أن معركة القضاء على الإرهاب في سورية ضد الشبكات الإرهابية العالمية المتنامية قد يستغرق وقتا،إلا أن ذلك لم يحط من عزيمة الجيش السوري ولم يبعده عن مهمة استعادة النظام الإقليمي.

مجملاً…..إن الإرهابيين لا يريدون لسورية الاستقرار والهدوء بعد الإنجازات التي حققتها الدولة السورية في حربها ضد الإرهاب الفترة الماضية، كما يحاولون استغلال مناسبات الأعياد كي يقوموا بعملياتهم الانتحارية ضد المدنيين والأجهزة الأمنية، لكن يقظة رجال الجيش تحبط دائماً محاولاتهم، فالجيش لا يترك ثأره أبداً، وجنودنا في المعركة يستمدون طاقتهم من ملاحقه كل من خطط لأي عملية إرهابية تسببت في إيذاء الدولة أو استشهاد أبنائها، فسحقوا خلالها المئات من عناصر التنظيمات الإرهابية .

باختصار شديد… إنها سورية وستظل دائماً رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مستغل مدفوع من خصومها سواء بالداخل أو الخارج، وستظل دائماً فوق الجميع وللجميع، و ستنهض وتنتفض وتُعيد ترتيب سلالم المجد، بفضل يقظة أبنائها المخلصين الذين يعرفون أن غرق سورية هو السبيل الأول والأخير لإعادة رسم خارطة المنطقة وتقسيم دولها، وتوزيع الأدوار فيها، لذلك فإن سورية سوف ننتصر.. ونحطم الإرهاب وستبقى صامدة وستبقى مدى التاريخ .