18 ديسمبر، 2024 8:58 م

“الجيب العميل” هكذا كان اسمه

“الجيب العميل” هكذا كان اسمه

مسعود بارزاني رئيس “الجيب العميل”..! والجيب العميل تسمية، كان قد أطلقها النظام السابق إبان سبعينيات القرن المنصرم، حين كان الملا مصطفى -والد مسعود- على رأس الشعب الكردي، كواجهة سياسية وقومية وعشائرية، لاتنكر كياستها ومكانتها وتضحياتها. والجيب العميل هذا صار يطلق عليه اليوم “إقليم كردستان”، وسواء أنتهت ولاية كاكه مسعود أم لم تنتهِ! فإن هذا الرجل يمتلك سعة إدراك إلا أنها منقوصة بعض الشيء، وله قوة حدس إلا أنها تخذله أحيانا، ويحمل روحا وطنية ولكن، فيها شيء من العقوق، كذلك يتحلى هذا الرجل بعقل يتفتق عن أفكار ومخططات، غير أنها لاتصب في مصلحة شعبه أحايين كثيرة. ففي تصريحاته الأخيرة، دأب هذا الرجل على النأي عن الكياسة ما استطاع، وأخذ بالاقتراب كثيرا من التهور، وذلك بالإفصاح عن نيات وغايات تنم عما كان مبطنا في تصريحات سابقة، واجتماعات ومؤتمرات كانت تقام تحت سقوف عديدة، داخل الإقليم وخارجه، وكذلك خارج العراق، سواء أكانت في دول الجوار -لاسيما الحبيبة تركيا- أم في دول الغرب!. إذ نذكر كلنا ما كان يقوم به هذا الرجل من زيارات مكوكية خاطفة وغير خاطفة.. مجدية وغير مجدية.. سلكية ولاسلكية، من خلال ماكان يداعي به من حقوق الأكراد في إنشاء بلد مستقل، وحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، في حين يتمتع الإقليم بما لاتتمتع به أية محافظة من محافظات العراق -بلده الأم- لاسيما بعد عام 1990 فقد كان الحصار الاقتصادي على العراق وما رافقته من ظروف، كلها في خدمة المحافظات الشمالية الثلاث، التي هيأت لأكراد العراق -حصرا- ولادة إقليم ماكان يحلم به أجدادهم طيلة تاريخهم.

أما لو تحدثنا عن تاريخ الأكراد في باقي الدول الإقليمية -سوريا وتركيا وإيران- فالحديث يأخذ تشعبات لاتخدم بارزاني ولاشعبه العراقي الكردي. إذ بمقارنة بسيطة لحقوق أكراد هذه الدول، يتضح لأي منظر الـ (دلال) الذي يرفل به مسعود و (ربعه) في محافظات العراق الشمالية. ورب سائل يسأل عن سبب مطالبة مسعود الشديدة اليوم بالانفصال عن أمه -وأبيه- العراق، وإقامة دولة كردية –قد يسميها الدولة الكردية العظمى- فيكون الجواب حينذاك على وجهين، اولهما؛ أن مسعود رجل له طموح في أن يدخل تاريخ الشعب الكردي من أوسع أبوابه، وأن يكون البطل الذي لم يتمكن أجداده من فعل ما يفعله، وهو إقامة الدولة الكردية المستقلة.

أما الوجه الثاني من الإجابة؛ فهو أن سياسة هذا الرجل سياسة توسعية انتهازية، ولكن بين الإجابة الأولى والثانية هناك حقيقة ساطعة ظهرت على السطح، بعد ان كانت (جوه إبط مسعود) سنوات مضت، هي ان هذا الرجل له علاقة مباشرة ومؤثرة، وله اليد الطولى في كل ما جرى في محافظات؛ الموصل وكركوك وصلاح الدين، من عدوان داعشي- تركي- سعودي- قطري- صدامي- دوري- نجيفي- رغدوي- اسرائيلي.. وكل سبابات الاتهام تشير الى علاقته الوطيدة بهم، وأنه كان طيلة السنوات الماضية، يحوك ويغزل وينسج، لبناء بيت وليد تمرد على حساب البيت العراقي الكبير، ولم يعلم أن إقليم كردستان العراق بمحافظاته الثلاث، هو الجنين العزيز على قلوب العراقيين جميعا، ومشيمته مازالت وستبقى متأصلة برحم العراق، أما مايظنه “الدولة الكردية العظمى”.. فهو أوهن البيوت.