18 ديسمبر، 2024 5:06 م

الجولان السوري المحتل بين القانون الدولي والاستهتار الامريكي والضعف العربي

الجولان السوري المحتل بين القانون الدولي والاستهتار الامريكي والضعف العربي

مما لاشك فيه ان امريكا تتصرف وتسلك وتقرر بالضد من الارادة الدولية وهي في هذا لاتقيم اي وزن للقانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين دول العالم، إلا اذا اجبرت على الرضوخ للقانون والحق مرغمة. ان امريكا الى الان لاتريد او ترفض ان تقتنع بان العالم قد تغير وان عالم الامس غير عالم اليوم. بالاضافة الى انها حتى الان لاتريد ان تستسلم الى الى انها هي الاخرى قد تغيرت ما عادت امريكا التى تربعت ولعقدين من الزمن على عرش عالم القطب الواحد الذي تسيدت فيه وغزت واحتلت ودمرت الدول وغيرت مصائر الدول والشعوب..امريكا الان التى ترزح تحت ثقل المديونية سواء الدين الداخلي او الخارجي..وهي في مواجهة دولتين عظميين وهما روسيا والصين وهي على ما هي عليه من فقدان ثقة العالم بها وتزعزع ثقلها الاعتباري بدرجة ميل كبيرة جدا، إلا الدول التى لم تزل سائرة في فلكها..سقنا هذه المقدمة المتواضعة كمدخل لتصريح ترامب الاخير والذي اعتبر فيه، ان الوقت حان كي تعترف امريكا بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967ليضرب ترامب القانون الدولي، عرض الحائط، القانون الذي لايعترف بضم اراضي الدول بالقوة المسلحة. في الذي يخص هضبة الجولان السوريه وغيرها من الاراضي الفلسطينية والعربية التى احتلتها اسرائيل في عام 1967، قد صدر في ذلك الحين قرار مجلس الامن ذي الرقم 242الذي طالب الاسرائيليين بالانسحاب من تلك الاراضي. في 1982صدر قرار من مجلس الامن برقم 497 وكانت حينها، قد وافقت عليه، امريكا؛ رفض ضم اسرائيل لهضبة الجولان السورية المحتلة.اسرائيل استمرت في احتلالها لهضبة الجولان لاكثر من خمسة عقود خلت. وفي هذا يقول وزير خارجية امريكا في محاولة بائسة لتبرير ما صرح به رئيسه: من ان ترامب لم يقل إلا الحقيقة وان الامر بسيط؛ لأن الجولان وكواقع حال هي تحت السيادة الاسرائيلة وهي اي الجولان مهمة لأمن اسرائيل الاستراتيجي. ان هذا التبرير المتهافت ماهو إلا للعب بالكلمات وخداع الناس والاستخفاف بعقولهم. ومن الجهة الثانية وبذات الغباء المتخاتل، قال: ان امريكا دولة خير وانها نبيلة او تقوم باعمال نبيلة وهي ترمي من وراء هذا الاعتراف الامن والاستقرار في دول الشرق الاوسط..ان امريكا ما كان لها ان تقوم بما قامت به الى الان لولا الخواء والضعف العربيان. جميع دول العالم رفضت وادانت هذا التصريح بشكل او باخر، وهذا هو الموقف الدولي الذي يعتد به ويشكل مانع اعتباري وليس قانوني للاجراء الامريكي المرتقب. لكن، هنا وفي هذا الظرف المعقد والخطير على دول المنطقة العربية، نتسائل ماهو موقف دول المنطقة العربية العملي والاجرائي لمنع هذا الاجراء المرتقب، وبالذات وان للحكام العرب اذا ما ارادوا، فعندهم الكثير والكثير جدا من اوراق الضغط.. وهم وباسف ممض سوف لن يريدوا او يقدموا على افعال واجراءات تحد من هذا الاستخفاف بالحق العربي. فالدول العربية لم تقدم على اي اجراء مضاد لأفعال امريكا التى تستهين بالعرب وهنا نعني الحكومات العربية وليس شعوب العرب التى ترسح حتى هذه اللحظة تحت حكومات ثيوقراطية، حكومات الخليج العربي وحكومات عربية اخرى ولو بطريقة حكم مختلفة. ان امريكا لاتعترف ولاتحترم من لا يتصدى لها بجميع ما في حوزته من ارواق ضغط، في المواجهة السياسية والدبلوماسية وكذلك في التجارة والاقتصاد وتغير اتجاه التسليح واللعب على مدخلات ومخرجات مصالح الدول العظمى والكبرى في المنطقة العربية..لقد مر اعتراف امريكا بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني مرور السلام. مع هذا ظلت بل تطورت علاقاتهم الى درجة عقد التحالفات مع هذا الغول المفترس للحق والثروات. لذا فان امريكا سوف لن تتوقف في تماديها واستهتارها عند حدود بعينها بل سوف تستمر في انتهاك متواصل للحق العربي ونعني به حق شعوب العرب في الحياة والتطور والسيادة والامن المستدام.ان الشجب والرفض لاتشبع الجائع للسيادة والكرامة وللحقوق المنتهكة باستهتار لامثيل له في كل ما مر على دول المنطقة العربية، بل ان الذي يعيد لها اي للشعوب ما سلب منها وما سوف يسلب منها؛ هو الفعل والاجراء المواجهان للغطرسة الامريكية في الميدان العملي وليس الرفض والشجب الفارغان من اي فعل ومضمون. وهذا لايقع في خانة المثاليات بل هو واقعي وحقيقي وموضوعي في وضع اقليمي ودولي مؤات جدا، ان كانت هناك ارادة للمواجهة مع هذا الثور الجائع بشراهة لأبتلاع واقتطاع وطحن كل ما تصل اليه اسنانه التى ليس هناك حدود لشراستها وقسوتها.