تشير تقارير منظمات عالمية ، الى أن عدد الأشخاص في العالم العربي الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم بـ(8) ملايين شخص ، واجمالي الذين يعانون سوء التغذية بـ(43) مليون شخص ، كما أن الأطفال الذين هم دون الخامسة الذين يموتون سنوياً من سوء التغذية هم مليون طفل ، والمحرومون من فرص الحصول على مصادر مياه صحية (42) مليوناً ، والمحرومون من خدمات الصرف الصحي (52) مليوناً.
من هذه الأرقام ، حصة بلادنا العراق .. حصة الأسد ، فتبلغ الأزمة ذروتها مما ذكرناه..
وهذا يعني ، على مستوى بلادنا العربية ، أن (34) مليون عربي على الأقل مرشحون للتحول الى العنف أو الى ممارسة الأرهاب.
الخبراء يؤكدون ان ثمة نوع آخر من الجوع هو (الجوع الخفي) الذي يعاني منه زهاء (2) مليار شخص وله عواقب وخيمة ، وهو يعني ان ملايين السكان يعيشون على نظام غذائي محدود للغاية فيتناولون الطعام ذاته يومياً ، ونتيجة لذلك لا يحصلون على الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية للتمتع بصحة جدة..
نعود الى .. ماذا يعني هذا للعراق الذي هو الثاني عربياً ضمن أسرع دول العالم نمواً أقتصادياً للعالم الحالي (2013) .. هذا يؤكد ان العراق يمتلك جميع المؤهلات لأن يكون دولة قوية أقتصادياً ، غير أن خبراء أقتصاديون يحذرون من خطورة الأعتماد على النفط بشكل كلي في بناء الأقتصاد العراقي .. حيث يعتمد العراق الذي يملك رابع أكبر احتياطات نفطية في العالم على (95) بالمائة من موازنته السنوية على صادراته النفطية وينتج حالياً نحو مليونين و (900) ألف برميل ، فيما يصدر بحدود مليونين و(20) ألف برميل يومياً.
ولكي نرسم سياسة أقتصادية سليمة تجنبنا لكثير من المخاطر المحتملة .. علينا أن نأخذ بآراء الخبرات والكفاءات الأقتصادية والتخطيطية .. لا أن نتعمد لـ(تهميشها ).