ثلاثية ترسّخت في رؤوسنا , وخلاصتها أن الإستعمار يعمل على تنمية الجهل والفقر والمرض في مجتمعاتنا , وهي إسطوانة تدور ولا تتوقف عبر الأجيال.
فأين نخب المجتمع وقادته؟
حتى اليوم لم تتمكن من طرح برنامج عملي للإنتصار عليها , فدراساتنا وأبحاثنا – إن وجدت- تجري مع التيار , أي ترسيخ الأسباب وإستحضار المسوغات للقبول بالأمر الواقع , وكأن الحياة صورة من جنات النعيم المتخيلة , والدول ليست في صراعات غابية الطباع.
فالإستعمار موجود منذ الأزل , وسيتواصل للأبد , والقوى المهيمنة تتبدل , لكنها خالدة في الواقع الأرضي , وما يجري في الدنيا اليوم لا يختلف عما حصل فيها على مر العصور , والفرق في الأدوات لا غير.
فلماذا لا نكون واقعيين وعمليين؟
لماذا نراوغ ونوهم أنفسنا بأننا نحلل وندرس ونبحث , ونتوصل إلى توصيات وإستنتاجات , وأركان الثلاثية الفاعلة فينا تتضاعف وتتقوى بنا.
فلا نعترف بمسؤوليتنا وبقدرتنا على التحدي , والعمل الجاد على الإنتصار على الفقر رغم ثرائنا , وعلى المرض رغم تضاعف أعداد كليات الطب في مجتمعاتنا , ولا على الجهل رغم كثرة المدارس والجامعات والجوامع , بل أن آفاتنا تزداد إزمانا وتوطنا وعدوانا علينا.
أ لم تتمكن العديد من مجتمعات الدنيا الإنتصار على هذه الثلاثية بوقت قياسي , ونحن لا نزال نتكلم بلسان الأجداث , وبمفردات أهل القبور , ونحسب الذي مضى ما إنقضى , والعلة في الدين , وما يرافقه من تأويلات وتفسيرات وتكفيرات , ولا دين فاعل كدين في مجتمعاتنا , بل المذاهب أدياننا والجماعات والفئات المسلحة , والكرسي ربنا , والفتاوى شرعنا وكتابنا , وكل ما عندنا سجين في أقبية الفاسدين.
والجميع يسبّح بإسم ربه الذي يرزق مَن يشاء بغير حساب , ويديم نعمة الفقر والجهل والمرض على أبناء الشعب المبتلين بالمتاجرين بدين.
واللعنة على كل دجّال مضلل أثيم!!