23 ديسمبر، 2024 9:53 ص

الجهل والفقر المُقدسان وأحزاب الأديان!!

الجهل والفقر المُقدسان وأحزاب الأديان!!

الجهل مقدس والفقر مقدس في عُرف الأحزاب المؤدينة أي التي تسمي نفسها دينية , فلكي تحكم وتقبض على مصير الناس عليها أن تضفي القدسية على الجهل والفقر , وتتمثل هذه الآلية التفاعلية بترسيخهما وإعتبارهما من ضرورات الدين والفوز بنعيم الآخرة المنتظر.
ولهذا لن تجد حزبا متأدينا واحدا يسعى للعمل على إزالة الفقر أو تعليم الناس , لأن في ذلك تهديد لأهم ما يمتلكه من آليات الحكم والتسلط , وبموجبه يتمكن من تحقيق الفساد العارم الذي سيكون مقدسا كذلك , لما لديهم من مسوغات يقرنونها بالدين , فيضللون ويخادعون , وهمهم أن تحقق نفوسهم الأمّارة بالسوء ما تريده من الخطايا والآثام المقدسة.
ولايستطيع مَن ينكر ذلك أن يأتي بدليل يفنده , فالفقر والجهل والفساد ثلاثية متنامية أينما وجدت الأحزاب التي تدعي بأنها تمثل الدين بكافة صنوفها ومشاربها ومذاهبها , فلا فرق بينها جميعا , لأنها تمتلك ذات الآلية الإقترابية من الدنيا , التي تعتبرها من حقها الخاص فهي التي تفوز بالإثنتين , وعلى الناس أن يتمرغوا بالفقر والجهل والعوز والقهر لكي يتحقق لهم الفوز بالحياة الآخرة , كما يوهمونهم ويغررونهم ويحشون رؤوسهم بالبهتان السقيم.
فمن يدّعي بأن هذه الأحزاب ضد الفقر والجهل والفساد إنما هو منها ويعبر عن مناهجها المخادعة المنافقة الكذوبة السوداء , لأنها أحزاب أنانية إستحواذية غابية الطباع متوحشة النفوس قاسية القلوب ورسالتها سفك الدماء , فذلك من الإيمان الصادق وفقا لأعرافها المريضة , وعليه فلن تجد حزبا منها لم يتمرغ بالدماء , ولم يقتل الأبرياء وفقا لفتاوى الحمقى والأدعياء من رموزه الأشداء.
نعم إن سفك الدماء من الإيمان , والصبر على الظلم من الإيمان , وإستمراء الفقر والإنغماس في الجهل اللازم لتأمين التبعية والخنوع من أصدق أركان الإيمان , ولكن بماذا؟
إنه الإيمان بما يطلقونه من تصورات وهذيانات وأضاليل وأكاذيب وإدّعاءات تحافظ على دورهم وسطوتهم وإستحواذاتهم على حقوق الآخرين بإسم الدين , فالدين عندهم تجارة بضاعتها البشر المرهون بالفقر والجهل , وهم أئمة الفساد وقادته وأولياء أمور الفاسدين والمجرمين , لكنهم يتحدثون بإسم الدين , وتلك هي الطامة الكبرى التي وقعت على الدين وأهله بإسم الدين.
فهل ستتحقق الإستفاقة من غفلة الضلال والسوء المهين؟!!