ما بين السماء والأرض .. هناك بون شاسع لا تدركه العقول والأبصار , في نظر الكثيرين من أمثالي المنتشرين في بقاع العالم , خصوصا” في المجتمعات العربية , التي يدفع القائمين عليها.. بتفشي ظاهرة الجهل بعلم ! وقصد ! .. لسهولة الأنقضاض على هذه المجتمعات وتحويلها الى شعوب مستهلكه .. تغض الطرف .. لانحراف الملوك والأمراء .. فالكرامة , والعز , والشموخ , والتطور , والنهوض الفكري والعلمي , مصطلحات يعلو ضجيجها بالظاهر.. دون المضمون في بلدان عدة , لينتشر الجهل والفوضى بدل العلم والنظام , فما بين العلم والجهل .. هو الفارق بين الحياة والموت , وما بين الحلال والحرام , وما بين الجميل والقبيح , وما بين الصفاء والضباب , وما بين الحر والعبد , ليختلط الأخضر باليابس . أن الرفاهية تتحقق بالعلم وأنطلاق الأنسان المحدود نحو الكمالات الأخرى , من خلال الجد والمثابرة والسعي والإصرار لتحقيق الأهداف العليا , مما يساهم في أختزال الجهد , وتوفير الوقت , والوصول الى حقائق مدروسة وفق الرؤية التي لا تقبل التأويل , والشك , والظن , فالبحث والتجارب لكثير من العلماء الذين يشار لهم بالبنان .. لم يتوصلوا الى نتائج مميزة .. الا بعد عدة تجارب فاشله , فالظروف القاهرة .. لا تحد من الأهداف الكبرى , فالذين يولدون وفي فمهم ملعقة من الذهب .. عادة ما تكون شخصياتهم ترث الأموال والذهب والفضة لينالوا .. شهوة اللهو واللعب على خلاف الحرمان بالأعم الأغلب .. فمنه تنتج الطاقات العلمية , والفكرية , والسياسية , والرياضية لنَمر في سباق مع الزمن .. الا أننا كثير ما نميل ونتقمص دور المتفرج .. لا قيمة للوقت , ولا قيمة للبشر , ولا قيمة للحياة .. لا لأننا متهيئين لسفر الأخرة لكننا سئمنا من الحياة , بفضل سياسيات أصحاب الجهل المركب .. والجهل البسط , واللذان لهم الحظوة في مناطق العراق المختلفة, والمؤسسات المختلفة , فما بين الارهاب الذي يتبناه اصحاب الجهل المركب ( جاهل ويجهل أنه جاهل ) , وأنتشار ظاهرة الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة الذي يتبناه أصحاب الجهل البسيط ( جاهل ويعلم أنه جاهل ) , الجميع بدأ يدرك أن الإرهاب ..والفساد السياسي في بودقة واحده .. أمام الخيرين الذين يمنوا النفس أن ينهض الوطن والمواطن الى الأمام .. من خلال طرح المبادرات المثمرة.. التي تأمن الحياة الحرة الكريمة والأنتقال الى الهدف الأسمى نحو الأنطلاق العلمي , والفكري, والأجتماعي , والصناعي دون القنوط , واليأس , والخضوع لهذه التحديات الجسام . كثير ما نتحدث عن الحضارة والتأريخ .. لبلد يمتلك الخزين الهائل من الطاقات البشرية والمادية , بلد يعاني فيه أصحاب العلم والفضيلة من أبسط مقومات الحياة التي تساهم في إنتاجهم .. فالعقول العراقية المهاجرة .. أصبحت رموز يشار لها بالبنان في بلاد المهجر , وأما الكفاءات الصابرة والتي تتحدى كل القيود .. لم يتم احتضانهم وتوفير الأرضية المناسبة لانطلاقهم.. كتوفر المختبرات ومراكز البحوث والبيئة المناسبة .. لا أن يهدر الباحث ساعات طوال في زحمة الطريق, وكثرة السيطرات .. ناهيك عن الفتوة الاخيرة لحركة السيارات وفق نظام الزوجي والفردي ؟؟ فالأستخفاف بالعلم يحُول الأمم الى أموات , لتصغي الى السحرة , والكهنة , وقراءة الكف , وأتباع الهوى.. لتبتعد عن المساجد والمكتبات , فهل يحق لنا أن نجهر بالقول .. الجهل قاهر الأبطال.
كقول الشاعر: أخو العلمِ حيُ بعد موته……. وأعضائِه تحت الترابُ رميمُ
وذو الجهل ميتُ وهو ماشٍ على .. الثرى يُعد من الأحياء وهو عديم