18 ديسمبر، 2024 9:16 م

الجهل المنفلت و ليس السلاح المنفلت سبب خراب العراق

الجهل المنفلت و ليس السلاح المنفلت سبب خراب العراق

جاء في المادة 49 الفقرة أولا من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 “يتكون مجلس النواب من عدد من الأعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة ألف نسمة من نفوس العراق يمثلون الشعب العراقي بأكمله، يتم انتخابهم بطريق الاقتراع العام السري المباشر، ويراعى تمثيل سائر مكونات الشعب فيه”. أن غالبية الشعب العراقي يكره الأحزاب التقليدية التي إنتخبها في أول إنتخابات برلمانية عام 2005 بسبب أنها فشلت في إدارة الدولة العراقية تصلح للجنس البشري، بحيث أن وزير المالية صرح في ندوة إقتصادية بتاريخ 3 تشرين الأول 2020 على قاعة دار الضيافة لرئاسة مجلس الوزراء “أن هنالك 250 مليار دولار سرقت من العراق منذ العام 2003 و حتى الان، و هذا المبلغ يبني عدة دول” و “أن إنفاق هذه الأموال لم يكن هدفه إقتصادياً و إنما إستفادة مالية لبعض الجهات مما أدى إلى تراجع قدرات الدولة”.
لجأت هذه الأحزاب التقليدية إلى إبعاد هذه الغالبية من الشعب العراقي عن المشاركة في الإنتخابات حتى لا تنتخب بديلاً عنها و فسح المجال إلى أتباعها للإنفراد بصناديق الإنتخابات لإعادة إنتخابها. لغرض تحقيق هذه الغاية لجأت هذه الأحزاب التقليدية إلى إتباع طرق شيطانية، حيث لجأت و بواسطة القنوات التلفزيونية التي تمتلكها إلى ترويج أوهام صدقتها هذه الأغلبية من الشعب العراقي. و من هذه الأوهام التي روجها لها إعلام هذه الأحزاب الحاكمة قبيل إنتخابات 2021 البرلمانية هو بما يسمى السلاح المنفلت، و أن هذا السلاح المنفلت يقف بالمرصاد لكل من يحاول إنتخاب البديل عنهم من الأحزاب و الوجوه الجديدة في الساحة السياسية. و نتيجة لهذا الترويج إمتنع 85% من الناخبين من الإشتراك في الإنتخابات، مما جعل أتباع الأحزاب الحاكمة ينفردون بصناديق الإنتخابات لإعادة إنتخابهم.
في بعض المناطق و خاصة في مدينة الناصرية إنتفض الناس على وهم السلاح المنفلت و شارك في الإنتخابات و إنتخب البديل عن الأحزاب الحاكمة و كانت النتيجة أن هذه الأحزاب الحاكمة خسرت نصف مقاعدها البرلمانية و سقط معها وهم السلاح المنفلت الذي كانت تروج له لإخافة الناقمين عليها من الإشتراك في الإنتخابات حتى لا ينتخبوا بديلاً عنهم.
لو أن نصف الناخبين الذين قاطعوا الإنتخابات إنتفضوا على وهم السلاح المنفلت و شاركوا في الإنتخابات و إنتخبوا البديل من الأحزاب و الوجوه الجديدة لكان التغيير حتمياً نحو الأفضل مصداقاً لقوله سبحانه و تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 117) و لكن الجهل المنفلت بحقائق الحياة سبب خراب العراق.