يبذل قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جهودهم المکثفة على صعيدين مختلفين من أجل تحقيق هدف محدد وهو دفع إدارة الرئيس الامريکي بايدن من أجل العودة للإتفاق النووي بما يمکن أن يضمن لهذا النظام مصالحه ويبعد عنه الاخطار والتهديدات التي تحدق بها، إذ وعلى صعيد يحاول قادة النظام من خلال التصريحات المتشددة والمتعنتة والاجراءات التي يتمادون في إنتهاکاتهم للإتفاق النووي المبرم في عام 2015، أن يمارسوا أکبر قدر من الضغط على إدارة بايدن، وعلى صعيد آخر مختلف تماما يحاولون وعبر طرق مختلفة السعي لإيجاد قنوات إتصال وتفاهم مع الادارة للنقاش والتباحث بشأن الاتفاق النووي، لکن الذي يقلق النظام الايراني هو إن هناك جهدا مضادا لجهوده بهذا الصدد إذ أن منظمة مجاهدي خلق ومن خلال نشاطاتها وإتصالاتها المستمرة في واشنطن والعواصم الاوربية تسعى بإتجاه مضاد من أجل ليس التحذير من جهود النظام المبذولة بشأن الاتفاق النووي فقط بل وإنما بشأن نواياه وبشأن مستقبله ومصيره!
الرسالة التي بعث بها کل من السيناتورين براد شيرمان وتوم مكلينتوك إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والتي أشاروا فيها الى القرار الصادر عن الکونغرس الامريکي والموقع من جانب 113 عضوا في 11 من الشهر الجاري، والذي يعلن عن الدعم لمطالب الشعب الإيراني وتحقيق رغبته في إقامة إيران ديمقراطية وغير دينية وغير نووية وجمهورية، وإدانة انتهاك نظام الملالي لـ حقوق الإنسان ورعايته للإرهاب. هذه الرسالة لايمکن أبدا أن تکون إلا مصدر قلق وإنزعاج من جانب النظام الايراني خصوصا بعدما صار هذا النظام ووسائل إعلامه يعترفون بقوة الدور والتأثير السياسي لمنظمة مجاهدي خلق على الاوساط السياسية الصانعة للقرار في کل من واشنطن والعواصم الاوربية.
أشد مافي هذه الرسالة إيلاما للنظام الايراني إشارته الى إن قرار الکونغرس الامريکي المشار إليه”يجسد التحالف لحزبي أعضاء الكونغرس الأمريكي والذي يحث على بذل كل الجهود الممكنة للاعتراف رسميا بالحقوق المشروعة للإيرانيين ونضالهم من أجل إرساء الديمقراطية وإقامة نظام حكم قائم على فصل الدين عن السياسية في إيران غير نووية وجمهورية. وفي الوقت نفسه، يجب محاسبة نظام الملالي على سلوكه الهدام.”، وهذا الکلام يعني تأکيد القرار على الميثاق ذو العشرة نقاط والذي کانت قد أعلنته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، والذي حظي بترحيب وإستقبال غير مسبوق من المحافل الدولية المقبلة وينظر له على إنه بمثابة خارطة طريق لإيران المستقبل بعد الاطاحة بهذا النظام، إذ أن هذا يعني بأن مجاهدي خلق قد نجحت في فتح طريق سياسي دولي يمهد لها کي تکون طرفا ولاعبا أساسيا في القضية والشأن الايراني، وهذا مايمکن أن نلمس آثاره وإنعکاساته في المستقبل المنظور.