حملة تشويه منظمة قادتها جهات متعددة الاغراض ضد معارضي النظام الدكتاتوري الفاشي للنيل من تاريخهم حتى لا يكون موقفهم الشجاع مثلا أعلى للشعب ويحاول التأسي بهم في مواجهة الحكومات الظالمة الفاسدة. وحتى لا تصبح سيرتهم شرارة تواصل زرع اللهب في نفوس الشباب.
هذه الجهات اريد ان احددها بوضوح للقارئ الكريم عسى ان يكون في ذلك خير لمن يبحث عن الحقيقة ويريد ان يصطف مع الجانب الصحيح وان يفهم السر في هذه الحملة، بل حملات مشابهة اخرى تستهدف رموزا مماثلة.
١- جهة كانت تبحث عن الحكم والسلطة بإسم المعارضة للنظام المقبور ولم تكن تنطلق من خلاف حول سياسة النظام ومبادئ سلوكياته المنحرفة ، بل كانت تختلف معه لانها في موقع اخر لا تتمكن من خلاله الالتقاء بمواقع السلطة. هؤلاء عندما وصلوا الى السلطة عملوا بكل ما أوتوا من قوة على إقصاء المعارضين الحقيقيين من اي موقع من مواقع الظهور الاجتماعي وسعوا الى تذويب تاريخهم وتمييع قضية المناضلين الحقيقيين. وقد تسأل لماذا؟ لأنهم بلا تاريخ نضالي ولم يكونوا يعارضوا النظام الا من مواقع مأمونة بخلاف المناضلين الحقيقين الذين واجهوا قسوة واجرام الدكتاتورية في زمن الصمت المقدس الذي خيم على اغلب الشعب زمن الخنوع لشرطي امن واحد. زمن كان يخشى الزوج من زوجته والاب يفزع من ابنه ان يسمع شكواه. زمن كان الجار فيه طائرة شبح تعمل بتقنية التخفي تتجسس على جاره. زمن كان فيه للجدران اذانا طويلة تسترق السمع وتبتلع كل رأس له لسان ينطق ضجرا ولو همسا او مزاحا.
هولاء يخشون من كشف ادعاءات كاذبة عن نضال وجهاد مزيف يسوقوه لتضليل الناس. وعن علم ودراية وليس عن حدس وتخمين اقول لا يوجد بين الأحزاب السياسية التي تدعي الجهاد في صفوف قادتها من الخط الأول أو الثاني أي معارض حقيقي سواء كان سجينا أو منتفضا إلا أشخاص قليلون جدا لا يشكلون نسبة الواحد بالمائة ولربما حتى اقل. وادعوكم لوضع قائمة باسمائهم ودققوا بأسماء قادة حزب الدعوة بكل مشتقاته والمجلس الأعلى وتفرعاته من حكمة وبدر وغيره وصدريين وانشقاقاتهم من فضيلة او فصائل تكاثرت منه او أحزاب علمانية ان كانت شيوعية او مدنية او احزاب تدعي انها تمثل السنة والتي ربما لن تجدوا فيهم من هولاء ممثلي السنة الا تجارا محدثي النعمة قفزوا الى المقدمة على خرافات وتضليل ساقوا به ملايين الناس الى مآسي لا زالت ماثلة للعيان. وعندما تنتهوا من التدقيق سوف تأتيكم النتيجة الصادمة التي يصعب تصديقها الا انها هي الحقيقة المرة لا غير.
٢- جهة تنتسب للنظام الفاشي الدكتاتوري المقبور او تؤمن بمنهجه الفاسد الاجرامي في الحكم وتعرف جيدا عدوها الحقيقي واقصد بالعدو الحقيقي للحزب المقبور هؤلاء المناضلين الأبطال والمجاهدين الأشاوس. لذا لم تدخر هذه الجهة التي لها وجود فاعل في السياسة العراقية اي وسيلة للنيل منهم لأنها لا تخشى أحدا غيرهم وتعلم جيدا أن هذه فئة لا تساوم ولا تخاف من العواقب في حركتها ومستعدة للموت من اجل حرية الانسان وكرامة الشعب وان هذه الفئة المناضلة قد تصدت لاجهزة النظام القمعي في اوج قوتها وانتفض مجاهدوها في عز تجبرها فكيف اذا اصبحوا مثالا عاليا للمجتمع حينها لن يبقى للحزب المقبور واتباعه الاذلاء من وجود واعتبار عند كل احد فكان لابد من تشويه صفحة هذه الفئة الشجاعة حتى لا تنتقل عدوى الكرامة والشجاعة الى ابناء الشعب وبالتالي يكون من المستحيل عودة المجرمين الى موقع السلطة. لذا عملوا بكل خبرتهم على اختلاق الاكاذيب ونشر الاشاعات وهذا يلحظه كل متتبع لوسائل التواصل الاجتماعي.
3- فئة عريضة افرزها الواقع المزري الذي تدهور اليه النسيج الاجتماعي العراقي في ظل حكم الفوضى وسيادة مبدا السرقة والفرهود والتقفيص وغيرها من المصطلحات البائسة التي يسمعها كل عراقي الان بألم. فئة تبحث عن المال بأي وجه ولا تتردد بتزييف اي شئ وادعاء اي امر اخر لاجل ان تحصل على اي منفعة مادية. زمن الشهادات المزورة انتج لنا فئة تسللت الى هذا العنوان الكبير لتتقاضى رواتبا ومنافعا بحجة الجهاد والنضال فاصبحوا ضباط دمج وهم لا يعرفون الف باء الجندية وصاروا ثوارا متمردين يريدون تكريما لتاريخهم المزيف وهم لم يختلفوا حتى مع زوجاتهم في يوم من الايام. وهولاء فئة واسعة اقصى ما يملكوه من جراة هو الكتابة تحت اسماء مستعارة او خلف الكيبورد وتراهم شديدوا الانتقاد لكن يستحيل ان ترى لهم ظلا في شارع يقف فيه عشرة متظاهرين حتى ان كانت التظاهرة دفاعاعن حقوق الحيوان. هذه الفئة ومن يقودها من شخصيات تصدت للعمل الحكومي كل همها ان تتقاضى اموالا ولا تفقه حرفا واحدا من ابجديات المعارضة وبديهيات الثورة ولذا ترى كل حديثها نقدا كان او دفاعا ينحصر في الامور المادية وجني الارباح فقط لا غير ولا تسمع لها اي تلميحا او اشارة لقيمة اخلاقية او مصلحة عامة. انها غارقة، كلا انها غاطسة في ظلمات بحر الاكتناز.
هذه الفئات الثلاث لا تملك اي مبدأ اخلاقي ولا تهتم للعدالة الاجتماعية بل لا تفكر بها بالمطلق ولا تعرف ماذا يعني بناء الوطن ولا التضحية، كل همها انانيتها ومصلحتها الذاتية الشخصية لا غير. عدوهم الاول هم اصحاب المبادئ والقيم والمثل العليا والشجعان. ولا عجب في ذلك فان الجبان يكره الشجاع والفاسد يكره الصالح ولا يعادي الطهر الا من هو على خلافه؟
المناضلون الحقيقيون لا يناضلون طمعا في فتات يلقيه اليهم الجبناء ولو كان الامر كذلك فقد كان فتات غيرهم اكبر واكثر امنا وسلامة. ولا يأبهون بقوانين يشرعها لصوص ولن تزيدهم شرفا جوائز مادية تلقى اليهم بل انهم ليستنكفون ان يقرن اسمهم بأي من هولاء المشرعين وكل مخرجاتهم من سلطة تنفيذية. قضية التصدي للظلم قضية لم ولن تنتهي عند المناضلين فبها يحيون ويعيشون ولو غادرتهم لماتوا فانها اوكسجين بقاءهم. من يريد مكافئة لمواقف يتخذها فهو ليس بمناضل بل منتحل صفة وقاطع طريق.
هذه الحملة التشويهية ليست دفاعا عن اموال وطن منهوب، فما يسرق تحت اسم المصالحة الوطنية التي سلمت مليارات الى قتلة الشعب من افراد الامن الخاص والعام وفدائيي صدام بموافقة كل الجهات السياسية بلا استثناء يعادل اضعافا مضاعفة لما يحتجون عليه. وما يسلم من رشا لاعضاء مجالس محلية ونواب من اجل تعيين فلان وعلان وزيرا او محافظا او رئيسا لجهة تنفيذية ما يفوق بعشرات المرات كل ما يصرخون ليل نهار ضده. هل تريدون ان اذكركم بالارقام التي اعلنوها هم على شاشات التلفاز ام بمليون دولار شهريا لكل مسؤول سيادي ينفقها بلا رقيب تحت بند النفقات الاجتماعية ولن اتحدث عن الامتيازات الفلكية لهم.
من اراد للشعب ان يحيا فليحفظ سمعة ابطاله الثوار الشهداء الذين رحلوا والشهداء الاحياء الذين سأموا العيش بين الجبناء. ومن اراد الحرية للشعب والوطن ليسعى لتخليد اسمائهم كما تفعل كل الامم الحية التي تحيي ذكرى ابطالها.
ومن يريد ان يستبدل جهاده بالمال فلا يستحق الخلود بل ولا يستحق حتى الذكر ومن يريد ان يعير المجاهدين بحفنة تشريعات يمن بها على رموز الثورة والتصدي فاقولها له على لسان كل شهيد لم يعد يسمع احد صوته وانبس بشفاه كل مناضل تعرض للسجن او مجاهد استرخص دمه لاجل وطنه وكرامة شعبه اقول لهولاء جميعا تبا لكم انتم واموالكم فثروتنا وغناءنا الحقيقي هو تمسكنا بمبادئ فطرتنا الانسانية ولن نستبدل حريتنا واخلاقنا بالصراع على فطائس لا يهرع اليها الا جبان ينتظر ختام المعركة ليأكل الجيف.