23 ديسمبر، 2024 6:06 م

الجهاد في.. “الخدمة الجهادية “!

الجهاد في.. “الخدمة الجهادية “!

مفهوم الجهاد في الإسلام ليس مرادفا دائما للقتال فالجهاد مفهوم واسع فهو دفاع الحق ودعوة إليه باللسان وهذا هو المعنى الأول قال تعالى: ( وجاهدهم به جهاداً كبيراً ) في سورة الفرقان أي بالقرآن الكريم أقم عليهم الحجة وقدم لهم البرهان تلو البرهان ومعلوم أن تلاوة القرآن لا تتضمن أعمالا حربية فليس كل جهاد قتالا وليس كل قتال جهادا. والجهاد دعوة إلى الحرية .حتى الحرب في الإسلام إنما هي حرب دفاعية وليست لإجبار الناس على الدين لأن أصل العلاقة مع غير المسلمين هي المسالمة. وأن غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ترجع إلى هذا المعنى عند التأمل. دفاعا عن المسلمين والمستضعفين وليست هجومية بلغة العصر وإنما كانت لإنقاذ المستضعفين. بل الإسلام يعتبر كل أعمال الإنسان الهادفة إلى الخير هي جهاد، فاحترام الإنسان  والدفاع عن حقوقه والصدق والأمانة والإخلاص  بالعمل والحفاظ على المال العام واحترام المعاهدات  والقضاء العادل وإبراز محاسن الخلق الإسلامي الجميل من أداء الأمانة ومكافحة المخدرات والكلمة الطيبة ومساعدة المظلوم  وإسعاف المرضى  وتحقيق التوزان بين طوائف المجتمع  ونظام التكافل واحترام التعددية الفكرية التي توفر التعايش السلمي وعدم الاجتثاث كلها أعمال جهادية .والجهاد أيضا هو الأخلاق الحسنة  وعدم  إيقاظ الفتنة  أو خلق العداء بين أفراد الشعب الواحد وان “المجاهد”الجيد هو المواطن الجيد.

أما الجهاد في “الخدمة الجهادية” بموجب قانون التقاعد الجديد  فهو يعني ” الخيانة ،التأمر ،القتل ،الإقصاء ،التهميش ،الاعتقالات العشوائية ،التعذيب ،تسيس القضاء ،سرقة المال العام ، عقد الصفقات المشبوهة،تشكيل المليشيات ،فرق تسد ، تكريس الطائفية ، الكذب ، النفاق، الدجل ، الشعوذة ، ملء البلد بالمخدرات، الاغتيالات بالكواتم ، تصفية العلماء والأساتذة والأطباء، إقصاء خيرة ضباط الجيش العراقي والكفاءات الأمنية السابقة، استيراد اللحوم الفاسدة ،استيراد الأدوية الفاسدة ، أستيراد الاغذية الفاسدة ، تهريب الأموال ، تحريف مناهج التدريس التربوي، حذف التاريخ والأدب العربي الأصيل من المناهج الدراسية وتحريف الحقائق التاريخية ، تكريس الطائفية السياسية ،شرعنة الفساد وحمايته،تشكيل لجان التحقيق لإماتة الحقيقة ،شراء الذمم ، تزوير الوثائق والشهادات ،النصب والاحتيال،خرق حقوق الإنسان ،التقية في التعامل مع الشركاء،التزوير في الانتخابات، نشر الموبقات ،تكميم الأفواه وقتل وتهجير المعارضين ، قلب المعاني والمصطلحات  وتغيير المفاهيم فمثلا الوطني الجيد هو الخائن الجيد والسياسي الصادق هو السارق الكاذب،والمشاريع الوطنية هي المشاريع الفاسدة ” . وان إقرار “الخدمة الجهادية”  في قانون التقاعد ليس أكثر ضررا من الاحتلال وتداعياته فالمطلوب من الشعب العراقي ليس رفضها فحسب بل “تغيير” كل ممن تنطبق عليه “الخدمة الجهادية” لأنه هو وغيره من أوصل العراق وشعبه  إلى  الوضع المأساوي والبائس الذي نعيش فيه . ولا خيار لنا إلا بالتغيير عبر صناديق الاقتراع من خلال المشاركة الجادة في الانتخابات البرلمانية القادمة لكي نبدأ بعمليات الإصلاح الكامل وبالطرق السلمية والحوار البناء وفق مفهوم السلم الأهلي وليس بلغة العنف والسلاح.