_ جماعات الإسلام السياسي بمختلف أيديولوجياتهم يمارسون العنف في كل شيء.. في العنف السياسي، العنف التكفيري، العنف الديني، العنف الثوري، العنف الثقافي، العنف الاقتصادي، العنف الأسري والعنف الإرهابي.. والأخير أقسى أنواع العنف. إلا في موضوع واحد وهو (الجنس). فهم لا يعرفون العنف فيه، بل تراهم يمتلكون من الأحاسيس والرغبة والرومانسية ما لا يمتلكها القيصر الإسباني (خوليو إغلسياس) شخصيا.
اتخذت قضية الجهاد في تيارات الإسلام السياسي وبمختلف اتجاهاتها، تسميات عديدة لا تخلوا من دلالات أيديولوجية، إذ يتم تداول مصطلحات تؤدي إلى نفس المعنى مثل، الصحوة الإسلامية، أو حركة التجديد الإسلامي، أو الانبعاث (البعث) الإسلامي، أو النهضة الإسلامية وغيرها. لكن كل هذا كذب وضحك على عقول المُغيبين. فقد حاولت الجماعات المتطرفة وبكل الوسائل استعادة هيبتها التي انكسرت جراء فشلها بالحكم فشلا ذريعا. وتأسيسا لذلك سعى تيار الإسلام السياسي إلى خداع العالم باستخدام قدرات ماكينته الإعلامية والدعائية الضخمة والمدعومة من مخابرات دول بعينها، لتمرير وتسويغ مخططاتهم، من خلال خلط للمفاهيم والربط ما بين الدين والسياسة.
وفي قراءة بسيطة ورقيقة للمشهد السياسي في العراق يمكن ان نلحظ الآتي:
بدون أدنى شك فإن رائحة الدولارات المنبعثة من صفقات الفساد والرشاوى والمشاريع الفضائية وغيرها.. قد وفرت شحنات كبيرة من الهرمون الذكري (التستوستيرون) لدى السياسيين العراقيين.. بل وحتى إذا توقفت هذه الشحنات لدى السياسيين فهناك الحبة الزرقاء التي ستساعدهم في استمرارية الجهاد المقدس.
وبالتأكيد فقد سئم القارئ من الكتابة عن الفساد المالي والإداري وتراخيص عقود النفط والصفقات المشبوهة والكوميشنات، بحيث باتت كل هذه الأمور طبيعية جدا، بل أن هذه المواضيع قد أشبعت بحثا ودراسة. وبما أن الطبقة السياسية الحاكمة في العراق وبعض مما يسمى (رجال دين) ينحدرون وبلا انقطاع من مشهد ملوث.. ذلك المشهد الذي هو مزيج من شتى أنواع الفساد والفضائح، لذا يقتضي أن نقرأ المشهد الأخلاقي لهؤلاء (المجاهدين).
فلنرى ما هو الجهاد المقدس لحماة الديار والعرض؟
أولا.. نوادي صحية منتشرة في معظم مناطق العاصمة بغداد الحبيبة (للمساج والراحة النفسية والجسدية)!
ثانيا.. أنتشار الكافيهات التي تمارس فيها تجارة الحرام تحت إشراف قوادو وقودات الحكم الديمقراطي، وبحماية بودي جاردات الأحزاب الإسلامية (المجاهدة)!
ثالثا.. بحسب أخر إحصائية وفي ظل صيحات وهتافات (هيهات منا الذلة) أصبح لدينا ما يقارب أكثر من 700 ملهى ليلي.. أو كما يسمى باللهجة المصرية (كابريه)!
رابعا.. فضائح الموبايل الجنسية لبعض السياسيين والشخصيات المهمة في الدولة.. ناهيك عن فضائح الفيس بوك وغيرها!
في الحقيقة أن كل أوكار الداعرة هذه ليست أشياء مخجلة بالنسبة لأولي الأمر.. ولم لا.. فهم الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. فالمسؤول العراقي يرى بعد الجهد السياسي الذي بذله من أجل البلد، في تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء المدارس، واستيراد أرقى الأجهزة الطبية في العالم لمستشفياتنا (العملاقة)، وتحقيق نسبة نمو تصل إلى 80% في العراق، وإنهاء مظاهر الفقر والبطالة، والقضاء على المخدرات التي دمرت شبابنا. فلابد للبرلماني أو أي مسؤول إلى الانتقال إلى عالم الحب والجنس لكي ينفض عنه غبار التعب والجهد. ومن ثم يعودون صباحا إلى العمل السياسي من كان منهم سياسيا، حتى يشرعوا لنا القوانين ويراقبون الفاسدين ويتابعون أمور الرعية. أما جماعة الجهاد الحنجوري اصحاب العمائم الذين يلتحفون بعباءة التدين ، فهؤلاء يتسلقون المنابر لكي يعلمونا الدين والأخلاق والفضيلة، حينما يهتف أحدهم من على المنبر ب (الله يلعن الفاسدين)! وهو كان في سهرة يوم أمس مع أفسد الفاسدين.
وبلا شك فإن كل هذا الانحطاط في الأخلاق يشكل بالنسبة للسياسيين العراقيين جزءا من المساحة الشاسعة للعلاقة بين جسدين هما.. جسد الحاكم وجسد الفساد في الحكم.. بمعنى أن الكائن الفاسد وهو المسؤول العراقي يمثل كل لا يقبل الانقسام بين جسده وروحه وعقله وكل أعضاءه المتعطشة للفساد.
لكل ما تقدم فهذا ليس غريب على جماعات الإسلام السياسي وفضائحهم التي باتت على مستوى عالمي وخير مثال هو فضيحة المدعو (طارق رمضان البنا) حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، جماعة قال الله وقال الرسول. طارق رمضان متهم في قضيتي اغتصاب رفعتهما ضده امرأتان في فرنسا بعد أن حددت إحداهما علامة في منطقة حساسة في جسد المتهم!
البنا أو (فضيلة الشيخ) كان قد اعترف بوجود تلك العلامة في جسده، وأقر أيضا بوجود علاقة مع إعجاب وأكثر لكنها لم تصل إلى حد الاغتصاب؟
هذه ما تسمى كبرى الجماعات الإسلامية المعاصرة؟
برسالة وجهتها المدعية (هندا عياري) إلى الرئيس الفرنسي ماكرون تتهم فيها المدعو طارق رمضان البنا سويسري الجنسية والأستاذ المتخصص في(الإسلام) باغتصابها وتهديدها من قبل البنا بالاعتداء عليها وعلى أطفالها في حالة فضح القضية؟ بدورها جماعة الإخوان المسلمين الغيورين على الشريعة المؤمنون، جماعة الموعظة الحسنة، ودفاعا عن (الشرف والفضيلة) قاموا وبكل ما يملكون من قوة مالية، ولأنهم جماعة بزنس وغسيل أموال، بدفع مبلغ وقدره 300 ألف يورو قيمة الكفالة بغرض إطلاق سراح شيخهم (فضيلة الإمام) طارق البنا!
ليس غريبا هكذا هم الإسلاميون كما بدأو عهدهم بترسانة من الفضائح كذب وتدليس اغتيالات!