آخذا بقاعدة ان كل ما ينشر على النت صحيح ,هرعت لأشتري كيشة تمر بعد ان قرأت ان علاقة الجن والشياطين بالتمر علاقة عكسية .اي كلمّا اكل الانسان ( و حتى الحيوان) التمر ,كلّما ابتعد الجن و الشيطان عنه .على ان يكون العدد المأكول فردي 1-3-5 و هكذا ,و لهذه الارقام قصة اخرى ,لكنّي لا اريد ان ادخل علم الحساب المرئي قبل ان انهي الورطة التي ورطّت نفسي بها في دخولي معترك علم اللامرئيات.
يتسائل باحث “
لماذا الجن يكره التمر سبحان الله؟؟؟؟؟؟”
لا جواب عندي خاصة بعد ان شاهدت السؤال ينتهي بأكثر من علامة استفهام واحدة .حاولت جاهدا و انا الحاصل على شهادة الهندسة الزراعية البحث عن جواب قد يكون غاب عني في دراستي او ربما اجابة احد اساتذتي لتسائل من طالب او طالبة حول الموضوع ,لكن الذاكرة خانتني مرّة اخرى .لكّن كيف انسى موضوع شيّق كهذا و كيف لم يتكلّم به اصدقاء الدراسة حينها ؟ لا تعقيب و لا دراسة و لا حتى تلميح حول الموضوع على الرغم من كبر حجم الموضوع و غرابته . خاصة و ان بحث او اكتشاف كهذا قد يقلب كلّ ما مرّ بالعراق و المنطقة من هوائل و كوارث و قد يغيّر التأريخ كله (تصوروا كيف كان العراق لو اكل صدام التمر يوميا ) .عزيت عدم استطاعتي ايجاد الجواب لسبب انني قضيت معظم ايام الكلية في نادي الكلية راكضا لاهثا وراء البنات و لي قصص طويلة و عريضة حول كيفية اقامة( الكبللات ), و فكّها بعد ان تلزك البنات بيك .
يستمر الباحث المجهول (كالمعتاد في هكذا بحوث) “منذ وقت قريب اكتشف أن أكل التمر أو البلح يولد هالة زرقاء اللون حول جسم الإنسان”
زادت عندي تساؤلات اكثر , و تحيّرت في امري . و بما ان الله لا يحيّر عبده , جاءني الجواب منه مرة اخرى “ووجد أن تلك الهالة الطيفية ذات اللون الأزرق تشكل درعا واقيا وحاجزا مانعا لعديد من الأمواج الكهرومغناطيسية اللامرئية من الجن والحسد والسحر والعين الحاسدة وخلافه ..”
و اذا بي ادخل نفقا مظلما لا نهاية له . تزداد حيرتي و يزداد اندهاشي اكثر كلّما يزودني الباحث بشرح اضافي .(اكعدت ركبة و نصّ )و قلت في نفسي يجب ان اكمل قراءة هذا البحث و ربما استطيع ان انسبه لي حيث لا وجود أسم للباحث او الكاتب و بالتالي سيشتهر اسمي عاليا و سأطلع بالتلفزيون و اصير سارية على سطح او بيرغ على رمح . المصيبة انني اقرأ هذه الكلمات و اعرف معناها كلّ على حدة و لكنني لا اعرف معناها مجتمعة . فمثلا عندما اكتب عسل , ضبع , يحب , الجاذبية , الايدلوجية ,فأنني اعرف معاني هذه الكلمات كلّ على حده , و لكنني لا اعرف معناها عندما اكتب “يحب عسل الايديلوجية ضبع الجاذبية ” ربما يكون السبب انا و عدم ادراكي للمكتوب, فلأستمر بالقراءة
“والجن يصبحون غير قادرين على اختراق هذا الحاجز الذي ولدته الطاقة المنبثقة من العناصر الموجودة في التمر، وخاصة عنصر الفسفور الغني بالالكترونات والتي تزيل الشحنات الموجبة التي يحبها الجن ومظهرها الاثارة والتهيج لدى الانسان “
المكتوب بالعربي لكنني و رغم اعادة قرائته لاكثر من( خمصطعش) مرة لا استطيع فهمه و كأنني داخل لعبة حيّة و درج كلمّا اصعد الى الاعلى بواسطة الدرج , تبلعني الحيّة و اعود حيث صعدت . صار عندي ارمداد غضروفي حاد (ما اعرف معنى ارمداد و ان كانت كلمة او لا و ما اعرف اشلون ادخلها بجملة لكن كلت هيّه بقت عليهه).
اقول بما ان العلاقة الحقيقية التي اثبتها الباحث هي بين عنصر الفسفور و بين الجن و الشياطين , فلماذا يذكر التمر و لماذا يزّج هذه الفاكهة اللذيذة في هذه المتاهة , خاصة و انه هناك فواكه او مأكولات تحوي على نسبة اعلى من الفسفور كالزبيب و الذي يحتوي على 101 ميللي غرام و بنسبة تعادل 14 بالمية مما يحتويه من مواد اخرى , مقارنة ب 62 ميللي غرام و نسبة 12 بالمية في التمر . كذلك الفستق يحوي على 338 ميللي غرام فسفور و بنسبة 48 بالمية .الجوز 346 ميللي غرام و نسبة 49 بالمية .جوز الهند (اللبغراش) يحوي على 113 ميللي غرام فسفور و بنسبة 16 بالمية .
بعد هذا يتأكد لي بان هذه الموآمرة التي يحوكها الباحث المجهول سببها انّه يملك بستان من النخيل و في نفس الوقت له بزنس في طرد الارواح الشريرة و الجن و يريد تسويق بضاعته و ما اكثر العقول العربية و العراقية المتعطشة لاستقبال هذه الاساطير لتنأو بنفسها عمّا يجري حولها من تغيّرات لا تستطيع فهمها و استيعابها و هضمها .
على الرغم من تشكيكي في الموضوع و لكن قلت علّ و عسى ان نستفاد من هذا البحث ففكرت كثيرا و كثيرا فكرّت (في الحمام) و استطعت ان اخرج ببعض المقترحات .
*** مقترحات منبثقة (هاي حلوة منبثقة) من البحث لتحويل العراق الى المدينة الفاضلة و التي تخيّل اقامتها بعض الفلاسفة قديما :
* تعديل الدستور العراقي بحيث يتم فيه الطلب من رئيس الوزراء المختار ان يقسم بأغلظ الايمان بأن يأكل ما لا يقل عن 11 تمرة يوميا , و ان تكون هذه الفقرة الدستورية قبل حلفه لأن يحمي العراق و الديمقراطية و التعددية و كذا من الكلاوات الاخرى التي يتضمنها الدستور النص ردن الحالي( الأهم اولا ومن ثم المهم ). كذلك ارغام كلّ الكلاوجية و المستشارين و القره قوزات المتواجدين حوله بأكل التمر و ان ينظّم الاكل بقانون .
*وضع حلاّنة تمر في باب البرلمان العراقي لطرد الجن و الشياطين (كلّ البرلمانيين راح يتبخرون يطلعون هم الشياطين و ان الشياطيين و سمعتهم الموزينة طلعت دعاية مغرضة ).
*ازالة كافة مكاتب النزاهة من وزارات و دوائر الدولة و تكوين مكاتب جديدة تسمى مكاتب عدّ النوة و مهمتها عد نواياة التمر و الذي يأكله الموظف و بما يتوافق مع منصبه في هذه الدوائر .
* تعميم من رئاسة الوزراء تفرض على الوزير و من هو بدرجة وزير اكل 9 تمرات يوميا , وكيل الوزير 7 و المدير العام 5 و هكذا الى ان تصل الى الفراش فيأكل حشفة واحدة .
* لخطورة و فائدة مثل هكذا بحوث على اقتصاد البلد و امنه ,نحثّ الباحث المجهول ان يصنّف انواع التمر الى تمور رحمانية ضد الشياطين كالخستاوي و البرحي , و تمور شيطانية ,حيث غاب عن بال الباحث ان بعض التمور تستخدم في صناعة الخمور كتمر الزهدي . حيث انه لم يحدد في بحثه العلمي الرائع هذه المسألة .و اذا بنا بدلا من ازالة الشياطين , نقربّها اكثر بأكل التمور الشيطانية بدلا عن التمور الرحمانية .
* ارغام كافة الارهابيين الموجودين في السجون العراقية , على اكل التمر. لأن السجن هو الاصلاح اولا و بما ان للتمر فائدة في طرد الجن و الشياطين فستنسحب هذه كلّها من عقول و قلوب هؤلاء الارهابيين و بلا رجعة .لا دواعش و لا صولات للشجعان و لا جولات للبعران .
اخيرا ما اقول سوى : طلّعناها من حلك السبع , خشّت ابّطن الواوية .