اليهود من الاقوام السامية التي استوطنت في العراق قبل اكثر من الفي عام تاريخ اليهود في العراق بدأ في الحقيقة مع سبي يهود إسرائيل من قبل الآشوريين ثم البابليين فيما عرف السبي بالبابلي موجات السبي الرئيسية لبني إسرائيل كانت ثلاثا هي سبي سامريا (721 ق م ) حيث سبى الآشوريون اليهود وعلى رأسهم الأسباط العشرة سبي يهواخن ( يهوياكين ) ( 597 ق م ) حيث سبى نبوخذنصر عشرة آلاف يهودي من أورشليم إلى بابل وسبي صدقيا (586 ق م ) التي كانت علامة لنهاية مملكة يهوذا وتدمير أورشليم ومعبد سليمان الأول أربعين ألف يهودي تقريباً تم سبيهم إلى بابل خلال ذلك الوقت وهذه الحقائق تؤكد ان اليهود قد سكنوا بلاد الرافدين قبل وصول العرب والمسلمين اليها اصلا الذين دخلوها مع الفتوحات الاسلامية سنة 41 هجري 661 ميلادي
كان لليهود مدرستان دينيتان في العراق الاولى في مدينة الفلوجة محافظة الانبار والثانية في محافظة بابل قضاء القاسم لم يعاني اليهود من الاضطهاد خلال فترة الحكم العباسي الا في فترات قليلة في خكم الخليفة هارون الرشيد والمتوكل كما تروي كتب التاريخ والسير بل كانت هذه الفترة هي العصر الذهبي ليهود العراق
عانى اليهود في العراق اسوة بباقي سكانه بعد الاحتلال المغولي والصفوي والعثماني الذي فرض الجزية على اليهود باعتبارهم من اهل الكتاب
عام 1840 وبعد استقرار الاوضاع في بغداد اسس اليهود اكبر مدرسة دينية اسمها مدرسة بيت زليخة لتخريج الحاخامات
سكن اليهود في التاريخ المُعاصر اغلب مراكز المدن العراقية في الشمال والفرات الاوسط والجنوب وكانوا يتواجدون في الريف بأعداد قليلة وكانت هنالك شوارع تسمى بديانتهم عكد اليهود وسوق اليهود ولهم مصالح تجارية كبيرة واملاك وعقارات وشغلوا مناصب سياسية تركوا فيها بصمتهم كان حسقيل ساسون أول وزير مالية للعراق في العصر الحديث واستلم وزارة المالية العراقية سنة 1921م
ابدع يهود العراق في كل مجالات الحياة حتى الادب والفن والغناء وهنالك اسماء وقامات ابدعت و بقيت اسمائهم تتردد الى يومنا هذا مثل الفنانة سليمة مراد اسس اليهود في بغداد اول استوديو استوديو بغداد عام 1948 واستوديو هاماز مختبر لتظهير الافلام
عام 1941 حدث ما يسمى الفرهود هي أعمال عنف ونهب نشبت في بغداد بالعراق واستهدفت سكان المدينة من اليهود في 1 حزيران 1941م خلال احتفالهم بعيد الشفوعوت اليهودي تعرض خلاله اليهود إلى عمليات قتل ونهب للممتلكات
عام 1948 قيام دولة اسرائيل على جزء من الاراضي الفلسطينية زادت ضغوط الحكومة العراقية على اليهود ولم يكن خيار الهجرة هو السائد لدى اغلب يهود العراق ولم تكن فكرة الصهيونية مستساغة لديهم اثارت موجة من التفجيرات لدور عبادة خاصة باليهود الهلع في نفوسهم اتضح لاحقا ان من قام بها متشددون صهاينة لم تكن الحكومة العراقية راغبة في هجرة اليهود لكنها سمحت لهم لاحقا بالهجرة شرط التخلي عن الجنسية العراقية هاجر 120000 مائة وعشرون الف يهودي عراقي من اصل 135000 مائة وخمسة وثلاثون الف مع وصول عبد الكريم قاسم تحسنت اوضاع اليهود المتبقين في العراق لكنها تردت مع وصول حزب البعث واعدام مجموعة من التجار بتهمة التجسس لإسرائيل مما دفع االيهود المتبقين في العراق للهجرة لم يتبقى من اليهود في العراق بعد عام 2003 سوى 100 مئة شخص فقط كلهم في العاصمة العراقية بغداد
يهود العراق في المهجر يبلغ عددهم اليوم 425000 اربعمائة وخمسة وعشرون الف موزعين بين اسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية.
كل الدول المتحضرة تعتمد على التنوع في سكانها من مختلف الحضارات والقوميات والاعراق والاديان والثقافات وهي وسيلة لبناء الدولة يهود العراق ليسوا طارئين على هذا البلد فوجودهم يضرب في القدم مئات السنين قبل الاسلام وظروف هجرتهم لم تكن طبيعية انما خشية على حياتهم وبحثا عن الامان
خلافنا اليوم مع الكيان الصهيوني ليس مع مواطني دولنا من اليهود وقانون اسقاط الجنسية العراقية عن اليهود كان قانونا مجحفا بحق وعلى العراق اعادة الحال الى نصابه السابق واعادة الحقوق الى اصحابها لاسيما وان سجلات التسجيل العقاري في العراق تؤكد وجود عقارات لملاكها الشرعيين من اليهود الذين تم مصادرة اموالهم وجنسياتهم غصبا.