كيف يمكن تشبيه زعل الجنرال شغاتي تخيلوا سيده عراقية وعدت صغيرها كلما حصل على عشرة بدرس الاملاء ستاخذه يلعب ب(الزحليكة ) في مدينة الزوراء . وفي احد المرات لم تفي بوعدها فزعل عليها صغيرها وقال لها ( ماما انا سأبطل من المدرسة واركب السيارة واروح وحدي للزوراء ) . ويبدو ان ماما امريكا وعدت الجنرال شغاتي كلما حصل على عشرة بدرس مكافحة الارهاب ستكافئه ان يقضي اجازته الدورية بمكان يليق بسيادته ليلعب (الزحليكة ) مع افراد عائلته وهذا المكان ليس مدينة الزوراء في العاصمة الخربة بغداد ولكن في مدينة العاب ( لاس فيغاس ) الامريكية ولسد الطريق عن القيل والقال عن اقامة عائلة الجنرال بامريكا استخدم عذرشبيه بعذر (بهلول مع هارون الرشيد وزبيدة ) و هو عدم امكانية الحفاظ على سلامه عائلة الجنرال شغاتي بالعراق وهو قائد العمليات المشتركة ورئيس جهاز مكافحة الارهاب ويقيم في احد قلاع المنطقة الخضراء واقاربه حتى الدرجة العاشرة ينحدرون من العمارة وليس من الموصل او الرمادي وهذا كله وعائلته مهدده !!فماذا يقول الرائد والنقيب والملازم والجندي والالاف الذين يخدمون تحت امرته هل سلامة عوائلهم مؤمنة وكثير منهم من بغداد والمناطق الساخنة .
حينما يسمع المواطن العراقي العادي ان الجنرال طالب شغاتي رئيس جهاز مكافحة الارهاب وقائد العمليات المشتركة هرب عائلته لامريكا حفاظا على سلامتهم ماذا سيتبادر الى ذهنه غير هذا السؤال : هل من يقود جيشهم قادة عراقيون ام مرتزقة ؟؟يحملون ماخف حمله نهاية كل شهر ويذهبون به الى عوائلهم التي تقيم خارج العراق بحثا عن الامان ! وفي النهاية ينتظرون التقاعد ويحملون حقائبهم المليئة بالفرهود ويلوحون بايديهم ( باي باي عراق ) . حتى في اكثر عصور العراق انحطاطا في التاريخ الحديث لم يعرف قائد عسكري خدم في المؤسسة العسكرية العراقية وعائلته تقيم خارج العراق حفاظا على سلامتها . لاشك ان السيد شغاتي انسان تكنوقراط متخصص لكنه يفتقد الى الحكمة حاله حال الالاف من التكنوقراط بالعالم الثالث ممن يبيعون خبرتهم لمن يدفع اكثر. فهذا الجنرال يذكرنا بقاضي القضاة مدحت المحمود التي تقيم عائلته بامريكا ايضا بحثا عن الامان. فكلا الرجلان يعرفان من اين تاكل الكتف. فكلاهما كان نتاج تربية نظام قمعي سخرهما كسكين حاد بيده قبل٢٠٠٣ وبعد ٢٠٠٣اصبحا سكينا عمياء بيد (بول بريمر) ونظامه الطائفي . فهل خلى العراق بعد ٢٠٠٣ من قادة عسكريون وقضاة محترمون يعتبرون كل عوائل العراق عوائلهم واطفال كل العراق اطفالهم وحق كل عراقي كحقوقهم . في اي بلد بالعالم غير العراق الديمقراطي يسمح للجنرالات باهانه الشرف العسكري بهذه الطريقة وعلى قنوات عالمية وماذا سيقول المجتمع الدولي عندما يشاهد قائد القوات المشتركة العراقي يتحدث عن صدمته من قرار ترامب بمنعه من قضاء اجازته الدورية بالقرب من عائلته الباحثة عن الامان في امريكا ان العالم لم يشاهد مثل هذا حتى في الافلام الهندية . من هو الذي ورط الجنرال طالب
شيغاتي لعمل هذا اللقاء مع القناة الامريكية وهو اصلا لايحب بهرجة الاعلام والميديا . فلقد عمل الثنائي ( فاروق الاعرجي – طالب شغاتي ) بجد خلف الكواليس وفي الظلام مع المالكي لتدمير المؤسسة العسكرية وافسادها طيلة ثمان سنوات من حكمه المبارك الى ان سلموا ثلث العراق للارهاب والباقي للمليشيات . ان المتحدث باسم الحشد الشعبي اول من هاجم قرار ترامب لمنعه دخول العراقيبن الى امريكا فكان رد اترمب (بان الحشد الشعبي تابع لايران ). فبلع عميد الخارجية العراقية الجعفري (الموس ) ولم يرد ويقول لترامب( ان الحشد ليست مليشيا بل جزء من القوات المسلحة العراقية ) لانه كان يتوقع رد ترامب (اذن لماذا رد الحشد على امريكا ولم يرد جهاز مكافحة الارهاب مثلا وهو جزء من القوات العراقية الممنوع عليها التدخل بالسياسة ) لهذا كلف العبادي الجنرال شغاتي التدخل بالقاء قنبلة دخان سياسية لابعاد الشبهات عن الحشد بانه مليشيا عقائدية تابعة لايران مرتبطة بالقوات العراقية شكليا لاجل الشرعية القانونية فقط .