23 ديسمبر، 2024 6:52 م

الجنرال زمن .. على رقعة الشطرنج !!

الجنرال زمن .. على رقعة الشطرنج !!

ما بين تصعيد الموقف العراقي الرسمي في دعم الجيش السوري في منطقة معبر اليعربية ، وموقف المتظاهرين في الدعوة للإضراب العام أكثر من صلة، فواقع الأشياء في عراق اليوم  تنحت  تداعياتها  ليس وفق لحسابات  محلية فحسب، بل على أساس العلاقات الطردية والعكسية في ان واحد  ما بين هذه  المواقف  المحلية  والأواني المستطرقة التي  تحمل إليها  مداخليها  من الأبعاد الإقليمية والدولية  .
  واذا انتهى أمر حكومة الشراكة الوطنية التي يترأس  نوري المالكي  مجلس  وزراءها الى  إقرار هذه الحالة  بالأفعال وليس بالأقوال ، فان الردود  عليه في ساحة التظاهرات  التي  ما زالت تحمل الطابع المذهبي السني  وان اشتركت فيها بعض الشخصيات العشائرية الشيعية والكردية ، وانتقال  هذه الردود  من باب الأقوال  الى  خانة الأفعال، تستدعي الكثير من التساؤلات المحورية عن أزمات  تتوالد وحلول عاجزة عن الآتيان  بما يمكن  ان يوقف تداعيات هدم العملية السياسية برمتها بمعاول  الخلافات الحزبية  وارتباطاتها  بمواقف  إيران الداعمة لنظام بشار الأسد  الأمر الذي  جعل المالكي  يحذر المجتمع الدولي بان انهياره يعني  انهيارا  كبيرا في الشرق الأوسط  وحربا أهلية في العراق.
 لذلك تبدو المراهنة على الجنرال زمن ،  من  جهات  متعددة وبسيناريوهات مختلفة  ، قد  تتفق  في توظيف  كلما هو متوفر  على ارض الصراع والتنافس  الحزبي  والميول  الشعبية  طائفيا  ومناطقيا ، الا  ان لكل من واضعي هذه السيناريوهات اهدافه  ومكونات  استخدامها في  العمليات المخابراتية  ومد رياح الثورة العربية ، التي  ولدت فكرتها في  مكاتب  مواجهة رياح المد  الديني في  الحادي  عشر من ايلول  ، بالرغم  مما يمكن ذكره  عن نظرية المؤامرة الصهوينية ، والدور الايراني فيها  ، الا  ان الحقائق اليوم  تشعر الجميع بان  اكراد العراق ،  وسنته  وشيعيته ، لهم أدوارهم في  هذه السيناريوهات ، سواء أكانت إيرانية ام  إسرائيلية ، صنعت في  مطابخ المخابرات الأميركية  ام  في  البريطانية ، الا ان  الأهداف  واحدة  تبدأ  في  الانتهاء  من الملف السوري ، ورمي  أحجار الشطرنج  في  العراق  بمقتل البيت  الشيعي ،  وفتح  ثغرة  كبيرة فيه لادخال  رياح  الربيع العربي  الى ايران ، تهدم  معبد  “ولاية الفقيه”   وتعيد  الملف  النووي  الإيراني  الى حظيرة   الطاعة  الأميركية  ، وفي  حين تبدو ايران على دراية  بما يجري  حولها  ، وتحتاج الى المراهنة على الجنرال  زمن بطريقتها  حتى الانتهاء  من اطلاق  قنبلتها النووية  الى فضاء التفجير ، تبدو  السيناريوهات  المقابلة  ، اميركيا  وربما اسرائيليا  ، تراهن على الاستعجال  بهدم  المعبد  السوري  ، وتسريع وتائر الاقاليم في  العراق ،  لبناء  متراس  مواجهة نهائية مع ايران  ما قبل  موعد  مرجح للتفجير  النووي   ما قبل  عام 2014 .
هذه المراهنة تقرأ عراقيا  من مختلف الفرقاء ، بان البيت السياسي  الشيعي يرحب بالتفجير الايراني  النووي، كونه يمثل  نوعا  من الانطلاقة الشاملة  للمشروع الدعووي وفقا لمفهوم  حزب  الدعوة الاسلامية الذي يريد ان  يباشر دوره الاممي من نافذة تصدير الثورة الايرانية المتجددة الى الشرق الاوسط  الكبير ، مقابل  عروض ايرانية  لتحالف   ما بين  الاسلام السياسي  الشيعي  والاسلام  السياسي  السني  ممثلا  بالاخوان المسلمين ، وكان هذا التفاهم  محور مناقشات  احمدي  نجاد خلال زيارته للقاهرة .
فيما تقرأ  هذه المراهنة على  الجنرال زمن  من قبل  سنة العراق  على اسس استعادة  مركز صناعة القرار اما لاقليمهم ، او لعراق  جديد  مكون على تقاسمات المصالح  والثروة وليس  وفقا لقناعات المحاصصة الطائفية التي  طبقت في الدولة العراقية ما بعد  عام 2003  وحتى الان ن ووجد السنة بانهم  اكبر  الخاسرين   لكل شيء ، لكن المفهوم الكردي  لهذه المراهنة  ، يبدأ باليات خذ  وطالب  التي  اعتمدها الرئيس  جلال  طالباني في جميع المناقشات  لبناء العملية السياسية في العراق الجديد  ن لكنها انتهت اليوم بعقلية الرئيس مسعود برزاني التي تجد ان  المكاسب الكردية معرضة للخطر اذا لم يتحول النظام السياسي  في العراق الى  كونفيدراليات  ، معترف بها دوليا  ، تكون فيها  السلطة والثورة بيد  سلطة الاقليم  وليس  عطاءا  من والي  بغداد  !!
كل  ما تقدم يرسم  الخطوات المقبلة في العراق  الجديد  … والسؤال متى يصحو اهل  البلد على همومهم الوطنية   من دون الالتفات  الى  مصالح الاخرين  ؟؟