23 ديسمبر، 2024 9:56 ص

الجنرال بـ”الدشداشة”

الجنرال بـ”الدشداشة”

الصراع المستمر مع داعش يفرض وجوها جديدا ويذيب آخرى، وهذه معادلة تكاد تكون ثابتة مع كل حرب تظهر قيادات وتختفي آخرى، لاسيما حرب الدولة مع جماعات منفلتة، وإدارة الحروب تختلف تماما عن إدارة الجبهات، هكذا يقول العارفون بـ”العسكر”، بعد نكبة حزيران وسقوط الموصل بيد وحوش البشرية “داعش” ظهرت قيادات ليست عسكرية قادة المعركة واختفت قيادات عسكرية كان مجرد  النظر إلى الرتب التي تحملها يصيبك بالرهبة، الجنرال هرب واختفى وذاب وضاع وسلب نفسه من عيون الكاميرا،وسرعان ماذابت القيادة العسكرية المسؤولة عن سقوط الموصل وماتلاها من جرائم انسانية استهدفت شبابنا العزل وضح النهار الأممي وتحت مسامع دول التحالف الدولي.

 

 لاتغفى عين المسؤولين والقائمين على الأمر في الدول  التي  تتعرض لهجمات ارهابية قبل محاسبة  جادة  للقادة  الهاربين و المتهربين و المتسربين و المتخاذين و المتمارضين و المنشغلين بمصالحهم الخاصة و الفضائيين ، لايستحق الرأس الذي يحمل “بيرية العسكر المقدسة” ،ماجرى في الموصل وصلاح الدين والأنبار في حزيران الماضي بعد مواجهة شحن طائفي بفعل خيام الاعتصامات،حيث فشلت الحكومة السابقة فشلاً ذريعاً في ترويض قادتها، فليس من صالح أحد أن تسوّف التحقيقات التي شكلت كما سوّفت في وقت سابق، بل من صالح مجلس النواب أن يضع نقاط التحقيق على حروف الواقع وأن يترك قشرة موز التراضي السياسي.

 

العراقيون منزعجون إلى درجة تفوق التصور من محاولات التهرب عن إعلان نتائج تحقيقات سقوط الموصل وصلاح الدين وأقضية من البصرة، ليس ذلك فحسب، بل إن بعض النواب يسعون جاهدين إلى تسويف نتائج  حادثة سبايكر الأليمة  حفاظاً على بيض التحالفات.

 

من دون شك أن  كشف الحقائق ومحاسبة الجنرلات والقادة الذين أخفقوا في إدارة الملف الأمني ليس منة أو هبة  من البرلمان على العراقيين، وإنما يؤدي البرلمان أصغر تكليف تشريعي ورقابي منحه الشعب إليه.

 

تواجه لجنة سقوط الموصل التي يرأسها السيد حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية وكذلك لجنة التحقيق بمجزرة سبايكر التي يرأسها عضو لجنة الامن والدفاع حامد المطلك  اختبارا مرّاً وصعباً للغاية، فاللجنتان مطلوب منهما أن يعلنا للرأي العام نتائج دقيقة وواقعية وملموسة عن أسباب سقوط الموصل وعن المتسبب بمجزرة سبايكر الأليمة التي راح ضحيتها فلذات رجال الجنوب والوسط.

 

قد تحقق داعش تقدمها وسعيها لتحقيق مشروعها “إدارة التوحش ” مادام  الجنرال العسكري الهارب  لايختلف بالحقوق والامتيازات عن الجنرال العسكري الذي تقدم نحو الأمام واقتنع أن الموت أشرف وأبهى من أن تهزمه داعش وأخواتها.

 

المقولة السياسية التي يذكرها قادة بعض الكتل السياسية وقت الأزمات وهم يوصون بعضهم بعضا “شكل لجنة والشعب ينسى “لم تعد نافعة ولا مؤثرة على مستوى التفهم الجمعي للعراقيين، إذ إن العراقيين باتوا يعرفون مابين سطور التصريحات.

 

لانريد أن نكسر كأس  فرحة النصر على داعش والانهزامات المتتالية التي تتعرض لها هذه المجاميع الضالة بقدر مانريد أن يرافق هذه الانتصارات إعلان جاد لنتائج التحقيق فيما جرى في الموصل وصلاح الدين ومحاسبة كل جنرال ميداني خان شرف العسكرية ولبس “الدشداشة” ومنح محافظاتنا هدية لعصابات داعش الارهابية!