الجندي المجهول أم جنودٌ مجهولون .!؟

الجندي المجهول أم جنودٌ مجهولون .!؟

دون ادنى شكّ فإنّ معظم الأجيال السابقة التي سبقت هذا الجيل الحالي او الجيلين الأخيرين , فإنهم يتذكّرون جيداً نصب ” الجندي المجهول ” السابق في ساحة الفردوس في نهاية شارع السعدون , والذي كان نصباً هندسياً شديد الجمالية والتقنية في ميدان الفن , والذي وجّهَ بتشييده الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم في عام 1959 , حيث كان رؤساء وزعماء دول يضعون اكاليل الورد فيه تكريماً للجندي العراقي المجهول الذي سبق وخاض حروباً وحروب .

إنّما جرى تشييد النصب الآخر ل ” الجندي المجهول ” في حرب الثمان سنوات مع الجارة الشرقية .! وهو نصب اكثر حداثة وحداثوية من خلال زاوية الفن والنحت , فكانت المتطلبات في حينها تهديم النصب السابق , ليغدو النصب الجديد هو الرمز للجندي العراقي المجهول والذي تقام في موقعه مراسم الإحتفالات والتكريم والموسيقى العسكرية والزهور .

لكنّما وإذ خاض الجيش العراقي عدة حوب بعد تشييد النصب القديم , فما الذي يمنع من اعادة النصب القديم كما كان سابقاً بإعتباره يمثل ” جندياً مجهولا في معارك وحروب سابقة , مع الإبقاء على النصب الجديد للرمز على الحروب الحديثة , وذلك مفخرة للجندي العراقي في ايّ معركة يخوضها .

أمّا اذا كان هذا الطرح غير قابلٍ للهضم فكرياً ونفسياً , فلا بأس من تحوير عنوان ” النصب القديم ” الى عنواناتٍ اخريات ” كوضع او نحت أسد بابل في داخله ” او حتى سوى ذلك , والمهم في ذلك عدم تضييع او فقدان تلك الهندسة الجمالية الفريدة من نوعها .

انها وجهة نظر قد تغدو ذات قُصر او بُعد نظر , لكنها مدعاة للتأمل والنظر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات