22 ديسمبر، 2024 2:00 م

(الجنة والنار ) مسموطة على نار هادئة

(الجنة والنار ) مسموطة على نار هادئة

لست مبالغا ولربما يوافقني الكثيرون ممن يتابع الأفلام والمسلسلات ان الدراما المصرية تحتل مركز الصدارة عربيا ولربما تنافس عالميا وهذا يرجع لعدة اسباب أولها واهمها انها تحكي واقع المجتمع المصري وتنقله بدون رتوش فيشعر المتلقي ان ما يشاهده صورة معكوسة من الواقعالمعاش وهذا الامر الذي افتقدته الدراما العراقية ولعقود من الزمن على الرغم من ان اغلبية نجوم الفن في العراق هم من الجنوب وهو أصل العراق ولذلك انتجت الدراما العراقية المئات من المسلسلات والأفلام وهي مع شديد الأسف بعيدة عن الواقع فهي تتخذ من أبناء الجنوب  للتندر والفكاهةوتحاول اظهار الجنوبي بمظهر الانسان البسيط الابله وحتى الاعمال التي يكون محورها البيئة الجنوبية تجدها بعيدة عن الواقع فالمرأة متبرجة ومتزينة والشاب تجد اسمه (لؤي) و(سرمد) والقائمة تطول حتى امتلأت الذاكرة العراقية بأمثال تلك الاعمال وأصبحت تثقل كاهل الذوق العراقي كوجود السايبا والشيري في شوارعنا الا ان جاءت اللحظة التي  تسمرت اقدام العراقيين عامة واهل الجنوب الخاصة امام مواقع التواصل لمتابعة مسلسل (الجنة والنار) وهو من ابداع الفنان مصطفى الركابي، وبطولة الفنانين أمير عبد الحسين، ود. سنان العزاوي، وأمير ابو الهيل، وغيرهم وبغض النظر عن القصة والادوار والاحداث الا ان طريقة الحديث والسيناريو كانت تحاكي ما يحدث في الجنوب فعلا فالحدة وكثرة الايمان والمشاجرة على ابسط الأمور وغيرها كل ذلك يعيشها مجتمعنا الجنوبي الأصيل فابن الجنوب علاقته بالدين وباهل البيت عليه السلام علاقة تكاد تكون من الخيال والروابط الاسرية كانت ومازالت هي السمة البارزة بين ظهراني المجتمع ولا اريد اطيل بالكلام والوصف لهذا العمل الجبار وانما أقول ان لذته وتفاعل المجتمع معه كلذة وتفاعل الجنوبي مع مسموطة في اول أيام العيد .