23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

الإرادة الجماهيرية المنبثقة من أعماق الجيل الصاعد المزوّد بمعارف العصر, والمؤهل تقنيا وإليكترونيا لركوب أمواج الجريان الحضاري العاتية , أظهرت العديد من الحقائق ووضعت النقاط على الحروف , وقدمت برهانا وأدلة على أن الأصالة الوطنية وسلاف الحضارة الإنسانية يلد جوهره ويعبّر عن معانيه مهما تآزرت قوى الشر ضده.
والجماهير بوثبتها المنورة وحُراكها المقدام أسقطت الأقنعة وكشفت الوجوه والعمائم وعرّت الكراسي , وأبرزت زيف أنظمة الحكم التي تحوّلت إلى حصان طروادة للنيل من الشعب , والإستحواذ على حقوقه ورهنه بالحرمان من أبسط الحاجات الضرورية للحياة.
ومن المخجل حقا أن يقف بعض الكتاب والمثقفين ضد هذه الهبة , وأن يكتبوا بروح طائفية وفئوية وبسلبية أبانت معدنهم وأوضحت إنتماءاتهم وأولياء نعمتهم.
وسطوع الجماهير عرّى وسائل الإعلام بأنواعها التي أغمضت عيونها وصمّت آذانها , وما أشارت إلى ما يجري في البلاد.
فوسائل الإعلام العالمية المعروفة صامتة , وحكومات الدول الديمقراطية نائمة , وما صرّحت بأي تأييد أو إستنكار لما يجري للناس المطالبين بحقوقهم وأمعنت بالتجاهل.
إنها الجماهير التي أسقطت الأقنعة وأثبتت أن ما يدور بين القوى الإقليمية والعالمية عبارة عن ألاعيب غايتها الفتك بالوطن والمواطنين وسرقة النفط بعيدا عن الأنظار , فدع الحكومات تقتل أبناء الشعب وتفتك بهم , فالأمر لا يعنيها ما دام النفط يتدفق كما يحلو للطامعين به.
تحية للجماهير الساطعة , وللوطن الذي يريدون تهبيره على مقصلة الويلات والتفاعلات المبرمجة المرسومة لتحقيق المصالح الغاشمة.
وإن إرادة الجماهير لكائنة , ولن تمنعها القوى المعادية , وإن الوطن سيكون وينتصر بأجياله المؤمنة بكينونته الواحدة!!
ولن يدوم الظلم ولن يقيم الفساد , وتلك إرادة رب أكوانٍ قدير!!