في ظل جمهورية الخوف المرعبة التي جثمت على صدرالعراق الحبيب وبقيادة فرعون العصر المقبور صدام!!
وبعد أن أستطاع هذا الطاغوت سلب إرادة الشعب العراقي وتحويله الى جثة هامدة….
في ظل تلك الظروف التي تبعث على اليأس والإستسلام!!!
طَرَقَ سمعي هذه الكلمات العظيمة التي نطق بها الشهيد السعيد محمد باقر الصدر(قدس سره ): (الجماهير أقوى من الطغاة) فبَعَثَت هذه الكلمات في نفسي الأمل والروح بعد أن خيّم الشعور بالضعف والإستكانة على الأعم الأغلب من أبناء الشعب العراقي الحبيب……
وأنا أتكلم عن الناحية الوجدانية في ذلك الوقت التي كان يسيطر عليها اليأس والخوف والشعور بالضعف والعجز….
أما من الناحية العقلية فإن مجرد النظر الى تأريخ الشعوب والأمم كافٍ في إستنتاج حقيقة أن الطاغوت مصيره الزوال والأفول….
ولكن الناحية العقلية لم تؤثر في ذلك الوقت على الحالة الوجدانية المزرية لعامة الشعب العراقي!!!!
والدليل على ذلك أن نفس هذه الكلمات التي قالها الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) كانت مثار إستغراب الكثير وقتئذ بسبب سطوة وتسلط الطاغوت على وجدان الشعب العراقي….
ولكن الأيام أثبتت للجميع صدق هذه الكلمات من خلال الكثير من الأحداث كالإنتفاضة الشعبانية وثورة الشهيد محمد الصدر الإجتماعية التي نزعت الخوف من قلوب العراقيين والتي عجّلت وساهمت في سقوط الطاغوت….
وبالتدريج تغيرت الحالة الوجدانية وزاد الإيمان بهذه الحقيقة في أيام مقاومة الشعب العراقي للمحتل المتعدد الجنسيات وكذلك ما حدث في ظل ثورات الشعوب العربية التي أسقطت طواغيت العرب…..
ولابد لنا أن نؤمن بأن الجماهير أقوى من الطغاة بغض النظر عن الحالة الوجدانية التي يعيشها عامة الناس لأن الطاغوت من خلال سياسته الخبيثة وإعلامه المضلل يحاول إيجاد هذا الشعور العام (الوجدان) بالضعف واليأس في صفوف الشعب حتى يكون هذا الشعور بالضعف عائقاً عن ثورة الشعب المظلوم…..
ولكن هيهات هيهات يفلح الطاغوت….
إنَّ قوة الجماهير تكمن في قدرته على التغيير السلمي البعيد عن العنف وإراقة الدم وخصوصاً في ظلِ النظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة عن طريق الإنتخابات فقوة الجماهير في إعطاء صوتها لمن يستحق!!!!
وهذه القوة تنشأ من وعي الجماهير وشعورها بأهمية العدل والعدالة وبالتالي وعيها بالمصالح العامة الكبرى…..
إن هناك الكثير ممن يحاول إستغفال الجماهير وبأساليب ملتوية متعددة من أجل الوصول الى سُدة الحكم فالطغاة يعملون جاهدين في الوصول الى السلطة بكل السبل…..
ولكن الجماهير تبقى صاحبة القرار في منع المفسدين والظالمين…
ويبقى العدل هو الهدف الأهم الذي يجب على الجماهير إدراكه والشعور بأهميته وضرورة تطبيقه….
فالجماهير دائما وأبدا أقوى من الطغاة