18 ديسمبر، 2024 8:48 م

الجغرافيا الايرانية المفتوحة

الجغرافيا الايرانية المفتوحة

کثيرا ماتلجأ اوساط سياسية و أوساطا إعلامية مسايرة لإيران او مهادنة او حتى منخدعة بها، الى السعي للإبقاء على الصورة المثالية للجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية أمام الشعوب العربية و الاسلامية ومن أجل ذلك فإنها تقوم بإعطاء تفسيرات و تحليلات تصب بهذا الاتجاه للتصريحات ذات العيار الثقيل التي دأب قادة و مسؤولي الجمهورية الاسلامية على إطلاقها ضد دول المنطقة.

عندما أعلن قبل فترة اللواء رحيم صفوي، مستشار المرشد الاعلى للشؤون العسکرية، بأن حدود إيران الجديدة هي الضاحية الجنوبية و البحر المتوسط، قلل الکثيرون من هذه التصريحات و منحوها بعدا معنويا و إعلاميا بحتا، بمعنى انه لايحمل أي إعتبار سياسي رسمي، ونفس الامر بالنسبة لتصريحات عديدة أخرى بشأن نفوذها في سوريا و العراق و لبنان و اليمن، لکن المشکلة التي تواجه تلك الاوساط، أن التصريحات تأتي متتابعة و تبني الواحدة على الاخرى و تزامنا مع ذلك فإنه تجري تطورات تؤکد حقيقة و واقع تلك التصريحات وانها لم تطلق من فراغ او من دون جدوى.

التصريح الاخير لنائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني اللواء اسماعيل قائاني، أعلن بکل وضوح و من دون أي لف او دوران بأن ” الثورة الإسلامية الإيرانية لا تتحدد بجغرافيا وإنها تتقدم في كل بلاد المسلمين”، وان”الجمهورية الإسلامية بدأت بسيطرتها على كل من أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين وإنها تتقدم اليوم في نفوذها في بقية بلدان المنطقة”، مؤکدا بأن”إيران مستمرة بفتح البلدان التي يسيطر عليها “الاستكبار”.، لايمکن أبدا إعتباره تصريح عشوائي او ان الرجل وهو في هذا المنصب الحساس يطلق کلاما لاطائل من ورائه، خصوصا إذا ماعلمنا بأن فيلق القدس هو الذراع الضاربة للحرس الثوري بخصوص توسيع نفوذ و هيمنة إيران خارجيا.

مايعنينا أکثر في تصريح اللواء قائاني هو قوله بأن ” الثورة الإسلامية الإيرانية لا تتحدد بجغرافيا وإنها تتقدم في كل بلاد المسلمين”، بمعنى انه يطرح الفهم و الرؤيا الدينية لتبرير و تسويغ عمليات التوسع و بسط النفوذ التي قام و يقوم بها فيلق القدس او غيره من الجماعات الاحزاب و الميليشيات الشيعية التابعة و الخاضعة لها، وان تأکيده على أن تقدم الجمهورية الاسلامية”العسکريتاري ـ الفتوحاتي”، يشمل “کل بلاد المسلمين”، فإنه وعند هذه النقطة تحديدا تتوضح معالم المشروع الديني التوسعي للجمهورية الاسلامية الايرانية ببناء إمبراطوريتها الدينية في العالمين العربي و الاسلامي، وهي قضية دأبت المقاومة

الايرانية خلال العقود الثلاثة الماضية على التأکيد عليها لکن الملفت للنظر ان أحدا لم يأخذ هذا الامر بجدية حتى وصلت الامور الى المفترق الحالي و التصريح علنا بأنه ليست هنالك من حدود او خطوط حمراء أمام تمدد و توسع نفوذ الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولاندري هل أن الرسالة قد وصلت أم لازال هناك من يشغل نفسه بضرب الاخماس في الاسداس و يؤکد على حسن النوايا الايرانية؟!

[email protected]