23 ديسمبر، 2024 1:06 ص

الجعفري يتکلم و نحن نصدق!

الجعفري يتکلم و نحن نصدق!

بين کل فترة و أخرى، يتحفنا ابراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي، بتصريح أو موقف مميز يذکرنا من خلاله و بصورة مضحکـة ـ مبکية بتصريحات و مواقف القذافي و أحمدي نجاد المعروفين”بطلعاتهما من دون بريك”، وأکثر شئ يلفت النظر في هذه التصريحات و المواقف إنها تسعى لإظهار النظام القائم في إيران وکأنه ملاك وحتى إنه لم يتدخل في العراق وإن کل ماقد قيل بهذا الصدد لاأصل و لاأساس له!
الجعفري، الذي تثار شکوك کثيرة بشأن معاناته من أمراض نفسية، يقول و بکل ثقة بأنه:” لم ير مواطنا ايرانيا يحمل السلاح ب‍العراق ويقوم بعمل ارهابي”، ذلك إن الارهابيين وبحسب هذا الکلام يجب أن يستأذنوا من الدول التي يدخلونها و يمارسون نشاطاتهم على مرئى منها، ولايجب أن يتعجب أحد عندما يتساءل الجعفري:” أين التدخل الإيراني والإرهابي في الواقع العراقي؟”، ولاندري أي ضحك على الذقون و سخرية بالعقول بإمکانه أن يصل الى هذا الحد الممجوج و المقزز الذي وصله الجعفري؟
هذا الجعفري الذي يجب أن نستحضر تصريحا”لولبيا”آخرا له عندما أکد في 29 ايار 2017، ان ايران لم تتدخل بالشؤون العراقية منذ 2003 ولغاية الان، فيما اشار الى انه لا توجد اي قطعة عسكرية منها على الاراضي العراقية ولا ارهابيين! فالعراقيون و بلدان المنطقة و العالم و الاجهزة الاستخبارية الدولية و الاقمار الصناعية و وسائل الاعلام المختلفة کلها تکذب و الجعفري لوحده فقط من يصدق القول، ولکن الذي يثير التقزز و الاشمئزاز أکثر هو کيف لايشعر النظام الايراني بشئ من الخجل من وراء هکذا مواقف”مفضوحة”و تثير السخرية و الضحك و التهکم؟
ترى بماذا سيجيب الجعفري على سٶال بشأن أن قادة للميليشيات التابعة لإيران نظير هادي العامري و أبو مهدي المهندس، کانوا يتقاضون رواتب حتى بعد دخولهم العراق من الحرس الثوري الايراني وإن أسمائهم موجودة ضمن القوائم التي أعلنتها المقاومة الايرانية سابقا بهذا الصدد، بل و الاکثر أهمية من ذلك، إن قادة و مسٶولين إيرانيين”من ضمنهم ولي أمر الجعفري المرشد الاعلى خامنئي” سبق لهم وإن إعترفوا مرارا عديدة بتدخلهم في العراق خصوصا و المنطقة عموما وإنهم تدخلوا حتى يقاتلوا أعدائهم في شوارع بغداد و دمشق و بيروت و صنعاء حتى لايقاتلوا في شوارع طهران و شيراز و إصفهان.
الحقيقة ونحن نطلع على تراث الجعفري بهذا الصورة الثرة لاندري أيهما الاکثر تمسکا و إعتزازا بالکذب، الجعفري أم وزير النازية الراحل غوبلز؟