23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

الجعفري من مصر: أنا شيعي وأفتخر ونرفض التدخل حتى في فلسطين

الجعفري من مصر: أنا شيعي وأفتخر ونرفض التدخل حتى في فلسطين

لايحق لنا نحن من نكتب بلا رقابة ولاعتب وربما بلا مسائلة أن ننتقد أحد لأنه يتكلم عن دينه ومذهبه بفخر وبحب وربما بعشق يصل إلى حد الأستعداد للموت دفاعاً عما يؤمن أو عما يحب..طبعاً هذا أن كان هذا المتحدث شخصاً عادياً مثل حالنا ,نحن مساكين ومستضعفيّ عراق مابعد 2003, حيث تقطعت بنا السبل في أصقاع الأرض نبحث عمن يأوينا أو يوفر لنا لقمة العيش الكريمة بلا منّة وزراء وموظفيّ حكومة المالكي ومن بعده العبادي الذين يدفعون الرواتب من خزائن أجدادهم ..

ولكن نتحدث عن شخص كان رئيساً للوزراء, وعضواً برلمانياً لكل الدورات البرلمانية السابقة, ومن ثم رئيساً للتحالف الشيعي بشقيه الوطني والاّ وطني, وبمرجعياتيه المختلفة , وإرتباطاته المتعددة , ثم وزيراً للخارجية العراقية, وحيث يتقمص دور هنري كيسنجر في عمله وسياسته الماكرة المتثعلبة..

لقد حرصت اليوم على أختيار عنوان تناقلته صحف ومواقع كثيرة لحديث رئيس الدبلوماسية العراقية, ولكي لاأظلم السيد الجعفري, حيث أنني لم أقرأ نص المقالة والسياق الذي جاء فيه حديث الجعفري, ولكن لي تعليق بسيط , أرجو أن يتسع صدر القاريء الكريم له.

وأقول, لوكان هذا القول قد صدر من الجعفري في إطار حديث شخصي يتعلق بذكر السيرة الذاتية للسيد الوزير في برنامج مثل شيء من التأريخ, أو لنذكر مناقبهم,أو ماذا يحبون,أو حكايات للصغار, لكان مناسباً أن يتفضل السيد الوزير بذكر أنه

شيعي ويفتخر, وحتى لوأفترضنا من حق الوزراء فهم بشر أولاً وأخيراً أن يتحدثوا بمايقولون كمايحصل لوزير خارجية نيوزلندة أو جزر سيشيل, حيث أنها دول أمنة وتعيش في إقليم مستقر,وليس وزير خارجية دولة نصف أراضيها محتلة , ومهددة بخطر داعش والميليشيات, وقرارها مصادر لصالح إيران ,وتجاور دولة تعاني منذ 4 سنوات من حرب أهلية تشترك فيها أكثر من 100 جنسية من مختلف دول العالم , وهو يصرح وبالجانب الأخر من المكان الذي يصرح منه حرب عربية – إقليمية كبرى تشن على الحوثيين وعرابهم علي عبدالله صالح في اليمن..

وأكرر ربما أخذته النشوة أن يتكلم بمايشاء من أجل أن يوجه رسائل للدولة التي يتحدث من أراضيها , والتي تحتضن أكبر وأعظم جامعة للعلوم الإسلامية على مر التأريخ, وأقصد جامعة الأزهر الشريف التي صرح شيخها الجليل أحمد الطيب قبل أيام ببيان صادر عن الأزهر يقول فيه أن السنّة في العراق يذبحون على يدّ ميليشيا شيعية, ومن هنا جاءات إلتفاتة السيد الجعفري لنيبههم أنه شيعي ويفتخر بشيعيته.

هذه أن كانت مقصودة فالسيد الجعفري قد تجاوز الأعراف الدبلوماسية فهو ووزير لدولة أكثر من نصف سكانها سنّة, وفيها ديانات أخرى غير الإسلام الشيعي,وهو يتحدث لتلفزيون دولة 90% من سكانها مسلمون سنّة وتعتبر نفسها حاميّة للمشروع السنيّ, والخلفية التي يتحدث فيها مؤتمر قمة عربي ليس من بين زعمائها ووزرائها من هو شيعي.

وأن لم تكن مقصودة فالأجدر بالسيد العبادي رئيس الوزراء أن يقيله من منصبه فوراً,لأن فلتاته باتت كثير وغير محسوبة وتعبر عن شخصية لايمكن أن تكون في هذا المنصب السيادي الرفيع, وليس ببعيد تصريحه عن المارد الذي يخرج من القمم

, وتصريحه أمام وزير الخارجية الإيراني في مبنى وزارة الخارجية العراقية وأمام عشرات الصحفين وفي نقل حيّ مباشر؛ بأن كل دول العالم منفتحة على داعش , وحتى الصين أعلنت إستعدادها للأنفتاح على داعش, ولاننسى ذات الشخص كان قبل أسبوعين كان يتحدث بأريحية في إجتماع لوزراء الخارجية العرب حول فلسطين في القاهرة عن الكونفوشيسية والبوذية بدلالات ليس لها علاقة بموضوع الإجتماع ويقول الكونفوشيسية من كونفوشوس, والبوذية من بوذا – الله أكبر – فلسفة ومنطق.

أما اليوم فهو يقول أننا ضد التدخلات حتى في فلسطين, طبعاً هو يقصد أننا لايمكن أن نحارب إسرائيل ولن نتدخل حتى لصالح فلسطين, خانه التعبير , وهو فيلسوف زمانه , وهو على ماأعتقد أقارب لنوري لمالكي الذي سبقى أن قال في كربلاء , أنه يتغابى لمصلحة بقائه في الكرسي , وعلى صلة بعبوب صاحب الوسامة التي جعلت فتيات طهران بلا إستثناء – القبيحات منهن طبعاً- يركضنّ وراءه في شوارع طهران طمعاً في الحصول على رقم هاتفه .

إذن هل نحن أمام ظاهرة مسئولين عراقيين لايستشيرون أحد ,قبل أي تصريح؟, هذا إن كان لهم مستشارين يعرفون أن مصر دولة عربية – مسلمة – سنية- متحالفة في السراء والضراء مع المملكة العربية السعودية ومع دول الخليج الأخرى !,أم نحن أمام مسئولين لايملكون إلا أن يقولوا مايُملى عليهم من دول أخرى لايهمها إلا مصالحها القومية والدينية والمذهبية ؟, ولاتنظر لمصلحة العراق وشعبه؟ سؤال سهل الأجابة ..