23 ديسمبر، 2024 4:42 ص

الجعفري بين البقاء على رأس التحالف أوترك حقيبة وزارة الخارجية

الجعفري بين البقاء على رأس التحالف أوترك حقيبة وزارة الخارجية

بعد مقتل عثمان بن عفان الخليفة الثالث، والفتنة التي رافقت مقتله، إتجه الصحابة إلى الإمام علي بن أبي طالب، وتم تنصيبهُ مكرهاً لخلافة المسلمين، بالرغم من كونه الأصلح والأحق من غيره في إدارة شؤون الدولة، ولقد قام بدوره كاملاً، وهو خارج منصة الحكم والخلافة.
   مما يذكر أن أحد المهنئين دخل على الإمام، ولم تكن تهنئتهُ تشبهُ الآخرين، فقال: أنا لا أهنئك بالخلافة، بل أهنئُ الخلافة بك، فلقد زدها وما زادتك(زينتها وما زانتك)، وبالفعل فإن من يدرس تاريخ الإمام يجده علياً أينما كان، فلاحاً يحرث الأرض أو ممسكاً بسيفه في الحرب؛ جالساً للمشورة في ديوان الحكم، أو متفقداً الفقراء لسد حاجتهم، فهو الإمام في كل ذلك بلا منازع.
   بعد التحولات الكبيرة التي حصلت، مع ظهور نتائج الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، كتبتُ مقالين حول التحالف الوطني تحت عنوان” داعش والزعماء” و”داعش والحكماء” تطرقتُ فيهما إلى الحاجة السياسية الملحة للإبقاء على وحدة وقوة التحالف الوطني، وإختيار رئيسٍ قويٍ مقبولٍ للتحالف، وممن شهد له القاصي والداني بحسن السيرة والعمل الوطني الصالح، وأن يأتي هذا الرئيس بموافقة ورضا جميع مكونات التحالف الوطني الذي يمثل غالبية الشعب العراقي.
    كنتُ عرضتُ رأيي في تلكما المقالين، وبينت أن الأصلح لرئاسة التحالف هو السيد عمار الحكيم، لما يمتلكهُ دون غيره من الصفات التي ذكرنا، وكنتُ أظن بأن الآخر سيتفهم الموضوع، فأنا واحد من كثيرين نرى بأن سيد عمار سيزيد التحالف شرفاً وقوة ومنعة، ولن تزيده رئاسة التحالف شئ، كما ذكرنا من سيرة جده بداية مقالنا، فمن منا لا يعرف مقدار الأثر الذي تركهُ سماحتهُ في المشهد السياسي!؟
   لكني فوجئت بعد التصريحات الأخيرة، ولا أقصد الدعاة فهؤلاء لا تهمهم سوى مصالحهم، فلا كلام معهم ولا مفاجئة من تصرفاتهم، ولكن المفاجئة الحقيقية أن يقوم شخص مثل السيد الجعفري وبعد تسلمه وزارة الخارجية وتنازله عن رئاسة التحالف بمحاولة العودة عن قرارة! فأين قوة الشخصية!؟ وحسن الإختيار!؟ وأين المصلحة العامة!؟ وماذا حدا مما بدا!؟
بقي شئ…
إن ما ذُكر عن السيد الجعفري ليس تصريحاً رسمياً، وأتمنى أن لا يكون حقيقياً