سرّيتها تُشكل وجبة شهيّة لكل مُتخيل ومُعاش وباحث بعطشٍ عن منافذ الغوايات الانترنيتية المُكتنزة بكل وضعيات الألتهام الجنسي المكبوت اما انفضاحها فمحدود كون الحذر التكنومعلوماتي المُشيطن قادر على لطم فم القدر وإلا فالمكشوف احالة فورية لسيناريو المؤامرة الصهيو امريكية التي صُنعت خصيصاً لاذلال الجسد (العربي) وتعريتهِ بأعتبارهِ مُلزم بأن يكون المقدس الوحيد من كلِ دنس..! بحسبِ ماتعتقدهُ منظومة تأسلمية تتفاخر بأن قطع رقبة الفاعل هو احنك حلولها الحتمية مع عملية اسناد ذليلة من مشتقات المنظومة العُرفية التي تهبها صك الغفران كي لاتُحرم من نعمة الهرولة الرجعية للخلف وتُعفيها بنفس الوقت من مهمة افساد التفكير بصنع منافذ بديلة.
طيب..كلامي هنا اصبح محصوراً بحِيرَة المخزون الفسيولوجي لتلك الاجساد النسوية والرجالية المنتفضة كونها بقيت اسيرة لسيناريوهات المؤامرة الموهومة تارة ومحبوسة بهندستها الفطرية المُدجنة بالرغبات وتارة اخرى، والمُشكلة المعاقة بأن تلك الاجساد هيّ التي ستلد الجنين المجتمعي الذي لن يجرؤ ابويهِ بالاجابة على تساؤلات جسدهِ المحذورة وبذلك تُعيد دورة الخرس الجنسي نفسها وتتحصن بالكتمان.
تُرى ما المانع من فك شفرة الكبت الجنسي المسموم لدى النساء قبل الرجال والمعروف بعموميتهِ العلمية ب(دي توكسنك) أي التخلص من السموم لحل النزاع مابين حلّية وحرمة التعامل الاقصائي مع ثقافة الجسد وحقوقهِ المسلوبة..؟ طالما ان الحل يكمن بالترويج لثقافة الجسد بأدخال الثقافه الجنسية للفكر من كل المنافذ وبطريقة ممنهجة ورصينة بعتبارها جزء لايتجزأ من الثقافة النفسية والعلمية وعلى هرمها الدينية (فالثقافة الجنسية) تلك العبارة التي قرأتها عشرات المرات على واجهات صحف ومجلات ومواقع مُتخصصة ومهذبة اكثر من جعجعتنا ولم اتردد لحظة في اقتحامها الفوري لتقفي اثر تفكيك كل شفرات الجسد وميولهِ ورغائبهِ والتي منها اكتشفت كم هيّ مهولة علّة الجسد العربي المشروط بحق التقوقع الجسدي على مورفين الجنسية اللصوصية اذن هو كالسارق بلا تهمة..!
بالمناسبة مفردة ( ثقافة جنسية ) التي يتسع لها بؤبؤ عينيّ النساء قبل الرجال مع انهن الاحوج لها لاصلاح علّل السرير الزوجي،تحولت الى غدة سرطانية مستوطنة بالاجساد التي تخلت عنها كل دفاعتها شئتم ام ابيتم لان مجتمعاتنا التي تتلاحم ابواب بيوتها بمغاليق فكرية قبل ان تكون حديدية تحتكر صيد الاجساد المُهربة ومن كلا الجنسين دون ان يراها احد وتُسربها من ابواب مماثلة لتلك الابواب الاولى التي جنبها اصحابها من خلال الاقفال حرمة تدنيس من يقبع خلفها من اجساد مُهربة اصلاً..! اذن مُتساوون نحنُ امام اغتصاب حقوق الجسد من حيث ندري او ندري..!
كم احببت غادة السمان حينما سُئلت في واحدة من روايتها عن الجاني في حادثة طعن شاب مراهق لاختهِ الصغيرة التي ذهبت خلسة لمشاهدة عالم السينما فأجابت: كلاهما ضحية فكر مجتمعي دموي..!