23 ديسمبر، 2024 12:54 ص

الجساره في قطع الجسور .!!

الجساره في قطع الجسور .!!

قبلَ أنْ ” نخوضُ مع الخائضين ” في التعرّض لمأساةِ قطع الحكومة  لبعض الجسور ومنع العبور , فقد ذكرت مصادر ومواقع إخبارية اليوم بأن جرى قطع او وقف استخدام الجسر الثالث ذو الطابقين ومعه طريق ” الدورة ” السريع . وبالطبع والقطع لن يفاجؤنا حدوث مثل ذلك ولا اكثر واشدّ منه كذلك .ندركُ جميعاً أنَّ لا رئيس الوزراء ولا الوزراء ولا قادة الأحزاب سيكترثون او يبالون < إنْ لمْ نقل يستخفّون ويزدرون > بأنّ الجسور التي قطعوها هي من املاك الشعب العامة ولا يجوز التلاعب بأستخداماتها وفق الظرف الأمني – المزاجي والإجتهادي , وانّ هذه الجسور لمْ يجرِ بناؤها او تشييدها في زمن أيٍّ من رؤساء الوزراء الذين جيء بهم بعد الأحتلال , وانما الفضل في انشائها يعود للحقبتين الملكيّة والجمهورية عبر انظمة الحكم التي تعاقبت عليها , بل أنّ بعض تلك الجسور يعود نصبها الى زمن الاحتلال البريطاني في مطلع القرن العشرين .    كانَ بالإمكان , ومن السهولةِ بمكان أنْ تقوم الحكومة وقياداتها بمضاعفة وتشديد تحصيناتها الأمنيّة داخل المنطقة الخضراء ” بعدما استفادت من نقاط الضعف ! ” التي مكّنت المتظاهرين من اقتحامٍ اجزاءٍ من منطقتهم الخضراء .< العبور النوعي للجسور > : – نضطرُّ هنا اضطراراً ومن دون ” سفسطة ” لإقتباسِ بعضٍ من ” وسائل الإيضاح ” ! المدرسية وبشكلٍ مغاير .! : -فأذ تخشى وترتعد الدولة من اجتياز المتظاهرين لبعض الجسور , فأنَّ المتظاهرين لمْ يعبروا الجسور بمركباتهم وعجلاتهم بل سيراً على الأقدام وبإقدام .! فماذا سيحدث وماذا سيضرّ لو جرى السماح لعائلاتٍ بعبور الجسور بسياراتهم الشخصية , او فتاةٌ تقود عجلتها للأنتقال من الرصافة الى الكرخ والعكس صحيح , بل وحتى شخص واحد او اثنان في مركبتهم الشخصية .! وعموماً فأنّ سيارات الصالون لا تثير ريبة رجال الأمن وحرّاس المنطقة الخضراء , ومن الممكن التحسّب المفرط من حافلاتٍ او مركباتٍ كبيرة الحجم والسعة من احتمال ان تغدو حمولتها من ” متظاهرين ” .! , ثمَّ أنَّ هذه البلوى او هذه القيود التي توضع على حركة تنقلّ المواطنين لم تقتصر على اجتياز الجسور من بداياتها او حافّاتها , ولا من ” مجسّراتها ” بل امتدّت الى شوارع وطرقٍ واتجاهات بعيدة , فالقطع والمنع يبدأ بالقرب من ساحة النسور ” كمثال ” وعلى نفس المنوال او ” الموّال ” من الأتجاهات الأخرى الى وسط بغداد , وقد افرزَ ذلك ممّا افرزْ تأجيل امتحاناتٍ لمراحلٍ من طلبة المدارس , ولم يبق من مبرر لمحاسبة الموظفين للوصول الى دوائرهم في الوقت المحدد , بل أنّ الوصول الى بعض الدوائر الرسمية يتطلّب السير على الأقدام لكيلومتراتٍ طويلة , هنالك فوضى عارمة تعمّ البلد , وما هكذا تدار الدولة , كما لا يعني الأنهماك بمعركة تحرير الفلوجة المؤزّر , بالتجاوزعلى مصالح الناس وإرباك حياتهم بكلّ جزئياتها .   هنالك ايضاً نقطةٌ غير خضراء حول المنطقة الخضراء , فهذه المنطقة قد غدت ذو دَور رمزي ونفسي للسلطة , ولم يبقَ من مسوّغٍ لإبقاء ومكوث قيادات السلطة خلف اسوار هذه المنطقة , ولعلّ خير الدلائل والأدلّةِ على ذلك , فعند وجود رئيس الوزراء وبعض القادة خارج العراق وكذلك رئيس الجمهورية , فلمْ يعد يشكّل ثغرة أمنيّة محتملة قد تجرّ الى إسقاط نظام الحكم او القيام بأنقلابٍ عسكري , ولو كان مقر إقامة ” العبادي و معصوم ” وسواهم داخل او خارج المنطقة الخضراء فالأمر سيان , وبات من اولى متطلبات الضرورة ايجاد مقرّ رئاسي مؤمّن ومحمٍ في اطراف العاصمة وترك الجمهور ليغرف من همومه اليومية ممّنْ جلبوا له هذه الهموم والغيوم والسموم .