فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا
نشر الثقافة الطبية، ليس مسؤولية وزارة الصحة وحدها؛ إنما واجب على وزارات “الداخلية” و”التربية” و”التعليم العالي” و”الصناعة” و”الزراعة” و”الشباب والرياضة” و”العلوم” و”التجارة” و”العدل” و”أمانة بغداد” من حيث السعي لنشر تلك الثقافة تطبيقيا، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ومتطوعين.. ناشطين.
باقي الوزارات، ليست في حِلٍ من المسؤولية، بدرجة أخف وغلواء أوطأ موارا، وفورة أهدأ، لكن كل ما يتعلق بدور الجهات الساندة، في تحقيق الـ “يوتوبيا – مجتمع من دون أمراض” يتركز تحت عين نقابة الأطباء، التي وجدت لتحقيق مكاسب مطلبية لأعضائها، تتوزع بين رعايتهم، وتوجيههم لتقديم العطاء الأمثل، الذي يرتقي بحضارة الطب في العراق.
الجميع معني.. لكن وحدها النقابة، هي الرقيب: “فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا” الذي ينظم إيقاع الصحة والنظافة والبيئة، تعزيزا لعمل المنظومة الطبية، ذات الإمكانات المحدودة، التي يجب ان توزعها بين مساحة واسعة، كما يقول المثل “الشق كبير والرقعة صغيرة”.
خدمات وزارة الصحة، من حيث حماية الفرد والمجتمع من الامراض والاوبئة و… كل شيء، يظل ناقصاً، وأية حملة لا تكتمل، مالم يدعم بكهرباء مستمرة 24 ساعة وماءٍ صافٍ وإستيراد دوائي محسوب بالملغرامات، وفق حاجة البلد، وتأمين الحماية القانونية للطبيب، ورغد العيش المرفه؛ كي يتفرغ لروح الانسان.. مهمته المقدسة.
فلا يمكن لطبيب العمل بأريحية، مالم يستقر من داخل وجدانه.. هادئا لا يقلقه شيء، وتلك هي مهمة النقابة، التي يجب ان يتشكل مجلسها المركزي، وتمفصلاتها الأخرى، من مجلس ذي قوة وحزم ورحمة وتفهم، يعنى بمصلحة المرتبطين به، أكثر من عنايتهم هم بذواتهم…
وهذا هو الراوي العليم، الذي يقص حكاية طائفة وظيفية، إنتظمت في تشكيل نقابي، لتدافع عن حقوق أعضائها، وتقيهم زلل الإستيلاء على حقوق طرف الثنائية، المرتبط بهم.. ليل / نهار.. سواد / بياض.. موت / حياة.. فقر / غنى.. إنوثة / ذكورة… طبيب / مريض!
إذن ما يحدث في المنظومة الطبية، هو جزء من سياق موجود بالفطرة، عقلَناه! ورشّقنا ترهلاته؛ فلن تفلح النقابة بتقويم عمل وزارات “الصحة” وسواها؛ إلا بإنتصار أعضاء الهيئة العامة للمهنة ولذواتهم؛ كي يتمكنوا من تدعيم أركان نقابتهم، لتكون بحجم المهمة الملقاة على عاتقها، مستفيدة من قوانين تحث على الدوائر والوزارات إسناد “الصحة” و”النقابة” في عملهما الطبي العام.
فالجهات الساندة، لن تؤدي مهمتها، ما لم تهيئ لها صاحبة الاخصاص ظروفا سهلة، تمكنها من المساهمة الجادة؛ فالصحة ناقصة وعملها معقد، بغياب الكهرباء والماء المعقم وتفشي الباعة غير الصحيين، من دون محاسبة ولا تدقيق، و أمانة بغداد وبلدية المحافظات أو رقابة صحية او شرطة او ناشطين يضعون النقاط على الحروف.
هذه التوليفة، مهمة نقابية.. مكمن نجاحها بقوة المجلس المركزي المرتقب، الذي نتمنى ان تسفر عنه إنتخابات الدورة المقبلة، التي ننتظرها خلال الشهر المقبل، إن شاء الله والتي أراهن على أنها تأسيس جديد لنقابة الاطباء، بعد أن إستلبتها الظروف السياسية