23 ديسمبر، 2024 6:39 ص

الجزء الأول… حرب النستولوجيا( حزب البعث)

الجزء الأول… حرب النستولوجيا( حزب البعث)

هناك مصطلح في علم النفس وسايكلوجياالشخصية اسمه (( النستولوجيا)). سيتم طرح هذهالحالة من وجهة نظر سياسية وليست إجتماعيةلذلك سأحصر الدلالة بين قوسين.

النستولوجيا تنقسم الى؛

النستولوجيا الفردية ( السياسية)

النستولوجيا الجماعية ( السياسية)

الأول يعني الحنين الى الماضي وإعادة الأيامالماضية مع المصاحبة لحسرة وألم لتلك الأيامالماضية.

الثاني يعني ؛ محاولة الهروب الجماعي منالحاضر،تحت وطأة واقع يعاني ولادات متكررةوصعوبات بالغة الأثر. أكثر ما يميز النستولوجياالجماعية في واقعنا. أن من يعاني منها ويحن إلىماضي “حزب البعث المجرم” هو لم يعيش تلكالحقبة بكل تفاصيلها أو اغلب تفاصيلها اذ انالمجتمع لايعقد مقارنات بقدر ماهو يتأثر فقطنتيجةً لتلك الإيحاءات الذهنية الواردة له منالمصدر ،وتلك الإيحاءات المركزة على اللاوعي ،[تنتج تكوين صور وهمية، وتخيلات رمزية، عن ماضٍسعيد..!].

والحقيقة ليست كذلك، لم يكن الماضي سعيد،ولاالواقعُ افضل، وليست هذه الصور والإيحاءات إلااجتزاءاً لنصوص وكلام وصور لا تمثل حقيقة الأمرولا كل الواقع،بل تم توظيفها لطباعتها في “المخيالالجمعي” الذي لم يكن شاهداً على تلك الحقبةالمظلمة،لتكوين مجموعة مواقف “مركبة” لدىالفرد والمجتمع من أن تلك الحقبة الإجرامية كانتمميزة…! وذهبية..! (وهذا خطرٌ فادح) ،ووسيلةلجر “اللاوعي الجمعي” لمخططٍ {لعله يراد منهإعادة إنتاج ديكتاتورية البعث}.

معيار تلكَ النستولوجيا بشقيها الفردي والجماعي،تتم من خلال إعادة الأحداث او المواقف علىالذهنية،مع أجزاء مقتطعة لمواقف معينة لحزبالبعث المجرم ،لإيهام الذاكرة الذهنية بتميزوأفضلية ذلك الماضي..!

ولما تصل إلى المستهدفين من الأفراد والمجتمعبطرقٍ شتى يتم “التلذذ بذلك الماضي” على أنه ماضٍبهي..!

الم تسمع حينما تقول او يقول الاخرين أمامك(( والله وكت چان)). او يقال (( خيعونه على ذيچالأيام))، او (( صدام أحسن من هؤلاء..!)). وغيرهامن العبارات الدارجة.

الأمر ببساطة ليس (للمقارنة بين الماضي والواقع) بل هو ايهام العقل الجمعي بتدوير نفايات الزمنالغابر،وتلميع صورة ذهنية مغايرة تماماً لما حصلمن رعب وانتهاكات كبيرة، يأتي ذلكَ عن طريق[محو ذاكرة الألم] وتفعيل خاصية [التناسي الذهنيلكل ماهو استبدادي ووحشي] واستبدالها بمخيالمشوه بأن تلك الفترة كانت مثالية، أو ممتازة،ونتيجةً لمفارقات الواقع، وإيحاءات تلكَ الصور،[يتزايد… يتزايد] الحنين للماضي،(فردياً أوجماعياً). وهذا خطرٌ كبير..!، حينما يتم توظيفواستقطاع بعض المقاطع لحزب البعث..! وبعضالصور عن بغداد..! ويقال لك “أيام الزمن الجميل” لهدف خفي هو غسل الذاكرة وترقيع الواقعالمأساوي والقمعي وزمن الرعب إبان فترة القمعالبعثي،والإجرام الصدامي.

فالمرحلة تتطلب وعياً أكثر واصراراً نحو المضي إلىالامام.