21 ديسمبر، 2024 9:07 ص

الجريمة التي قد تودي بالنظام الايراني

الجريمة التي قد تودي بالنظام الايراني

تتضاءل قدرة وإمکانية القادة والمسٶولون في النظام الايراني في کبح جماح التهم الموجهة لهم بالتکتم على تفشي فايروس کورونا في إيران وکونهم قد تسببوا من جراء ذلك في إنتشاره في سائر أرجاء إيران خصوصا بعد أن لم يبادروا الى حجر وعزل مدينة قم، مرکز الوباء الرئيسي في البلاد وکذلك لم يبادروا الى إيقاف رحلات الطيران الى الصين والتي لعبت دورا کبيرا في نقل الوباء لإيران، ومع ملاحظة إن قادة النظام يحاولون بشتى الطرق الإيحاء بعدم تورطهم في تفشي الوباء وجعل إيران احدى البٶر الرئيسية لها في العالم، لکن لايبدو إن التصريحات والمواقف الصادرة من داخل النظام نفسه ومن جانب منظمة مجاهدي خلق والتي تستند کلها على وثائق ومستندات وأرقام دامغة، تسمح للنظام أن ينجو بفعلته هذا من تحمل المسٶولية.
ماقد کشف عنه وزير الصحة الإيراني السابق حسن قاضي زاده هاشمي، من أنه قد حذر كبار المسؤولين من مخاطر تفشي فيروس كورونا منذ ديسمبر الماضي، لكنهم لم يستجيبوا لنصيحته، وکذلك إنتقاده للسلطات الايرانية بسبب “سوء إدارتها” لأزمة الفيروس القاتلة في البلاد ما أدى إلى انتشار الجائحة. تشکل ضربة قوية تحت الحزام للنظام، ووكتب قاضي زادة هاشمي على صفحته على موقع “إنستغرام”، أنه “منذ بداية ديسمبر، لا بل حتى منذ أواخر نوفمبر، كنت أحذر من انتشار الفيروس التاجي وأقدم نصائح لكبار المسؤولين في الدولة، بمن فيهم الرئيس المحترم، وأرسلت مقترحاتي لاحتوائه”، مع ملاحظة نقطة بالغة الاهمية هنا، وهي إن هذا المسٶول السابق يزعم بأنه قدم النصح للنظام “منذ بداية ديسمبر، لا بل حتى منذ أواخر نوفمبر،” للتحذير من إنتشار الفايروس أي إنه يلمح بأن الفايروس لم يکن منتشرا حينها ولکن منظمة مجاهدي خلق أکدت بأن الفايروس قد کان متفشيا أثناء إنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ولأن العديد من الاوساط السياسية والخبرية قد أخذت ماورد عن مجاهدي خلق بعين الاعتبار والاهمية، فإن تصريح هذا المسٶول السابق قد يأتي لتحقيق أکثر من هدف وغاية، فمن جهة هو يسعى ضمنيا لتفنيد ماقد أکدته مجاهدي خلق بشأن تفشي الفايروس في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي عندما يقول هذا المسٶول بأنه وجه النصح في ذلك التأريخ وليس إن الفايروس کان موجودا فيه، ومن جهة أخرى يحاول هذا المسٶول تخفيف الضغوط الموجهة للنظام وإظهار بأنه هناك ماکان يدور خلف الکواليس ولکنه لم يکن کما تقول وتٶکد منظمة مجاهدي خلق.
ماذکره وزير الصحة السابق، ومع الاخذ بنظر الاعتبار حالة اللف والدوران والضبابية الواردة فيه، فإنه ليس بإمکانه أن ينقذ النظام کونه قد إرتکب جريمة التستر على تفسي الوباء والتقاعس عن لجمه وتحديد تفشيه وإنتشاره، ولاريب من إن ثبوت هذه التهمة وبصورة رسمية على النظام وهو أمر ممکن في ظل غضبة الشعب الايراني من النظام والنشاطات والفعاليات والتحرکات المستمرة والمتواصلة لمجاهدي خلق ضد دور النظام في قضية إنتشار وتفشي وباء کورونا.