23 ديسمبر، 2024 2:25 ص

1 ـــ نحن الجرح العراقي الخجول, نلف اعناقنا بخطوط الجهالة الحمراء, لنحتال على ذاتنا ونتنازل عن حقنا, في ان نصرخ بالحقائق, نتطرف في اذلال انفسنا, ونسلط علينا جاهلية الأخرين, نسمح لعواطفنا ان تتمرد علينا, وتفرض وحشيتها على أحاسيسنا ومشاعرنا ووعينا, أعني هنا تحديداً, مجتمع الجنوب العراقي ووسطه, الذي غالبيته تعتنق مذهب اهل البيت, لا ضرر في ذلك, فتلك معتقدات وعقائد اكتسبت قوة العادة والتشابك الروحي, ويجب احترامها, لكنها وفي جميع الحالات, لا يمكن لها ان تكون ديناً, او بديلاً يتجاوز حدود الله والأرض والأنسان, او تتطرف في إنهاك الوعي المجتمعي, وترمي بالأنسان خارج سكة مستقبله, كما لا يُسمح لها بصهر حريات الفرد والجماعة والمجتمع, التي ترسخت قيم حضارية ثقافية أخلاقية ومعرفية حميدة, عبر الاف السنين, او تهجينها مع شرائع ونصوص ومواعظ وافتاء سياسي, لا تحضى بأمر إلاهي, ولم تعد لها وظيفة تستسيغها الحياة, وعليها ان تجد سكينتها, في قلوب الخيرين, وتتجنب التلوث السياسي.

2 ـــ العراقيون ليس لديهم مشكلة مع الأسلام كدين سماوي, فهناك اديان كثيرة, مرت بالعراق ولم تلحق به ضرر, المشكلة في العقلية البدوية للوسيط, التي اهملت 90% مما ورد في القرآن, واخذت منه ما يبيح لها الغزو والسبي وهتك الأعراض والغاء الأخر واذلاله, تلك العقلية المتوحشة, قطعت الشريان الحضاري, لمجتمعات ما بين النهرين (العراق), ان التطرف الطائفي والتعصب القومي الراهن, ليس عراقي المنشأ, انه الجرح الأضافي, الذي لم نعلن عن هويته التدميرية , رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي, الوريث الشباطي العريق للتراث البعثي, جرح جديد توافقت عليه, كتل اختطفت العراق عبر عملية تزوير صلفة, مسرحية سائرون والفتح, لا يمكن لغير عادل عبد المهدي, مؤهلاً لأخراجها, وتوزيع عمولتها, حسب “الأستحقاق الأنتخابي!!! المزور اصلاً”.

3 ـــ الجرح الخجول, يتجنب رؤية نزيفه, حكومة مزورة غير شرعية, دخلت كشاهد زور في مزاد بيع العراق, المثقف انقسم على ذاته, فاما ان يطوي جناحيه, وينسل حفاظاً على رزقه, ويتخذ من صومعة الترقب السلبي موقعاً, واما ان يخفض رأسه ويمد اصبعه في دسم الفساد منكسراً, اغلب المراجع الدينية, تنطق عندما يكون الكلام نحاساً, وتصمت عندما يكون الكلام ذهباً, وظيفة تشد عنق العراق, الى ذيل ولاية الفقيه, والجرح الخجول مقطوع اللسان, كل شعوب العالم, تبدأ نهضتها من نقطة مثقفيها, مصائب العراقيين اختلفت, اغلب مثقفيها اصبحوا نقطة اعاقة تسحبهم الى الخلف, اجترار ماض لن يعود, وحاضر يمضي, وافيون احزاب إسلامية قومية, انقسمت بين عمالتين, امريكية ايرانية, والجرح العراقي, خجول لا يصرخ نزيفه.

4 ـــ يئن الجرح خجول فينا, الاف الكوادر المعرفية, لم تر بعضها في بعضها, ولا مجتمعة في جرح الذات العراقية, يخطأون الطريق الى جرحهم ومشتركات نزفهم, يتجاهلون فضائل التوحد حول الذات والوطن, لإيقاف بركان الفساد والأرهاب المليشياتي, وسد الأبواب بوجه السمسار القادم من ايران, والمرتزق الذاهب الى الخليج, و”الرايح جاي” على معابر التهريب, ويصرخون بأمريكا, “نكرهكم” اخرجوا من دمنا وملح دموعنا ورغيف خبزنا, واتركونا نعيش, ان لم نتوحد عراقيون مستقلون من خارج التلوث, سيكون الكلام ثقيل, لا ينطقه الجرح الخجول.