23 ديسمبر، 2024 12:56 ص

الجراد حين يخفُ للطيران

الجراد حين يخفُ للطيران

يرعبني شكل الجراد ولعل في طيرانه بشاعة الصوت والاحساس، معروف ان موسم الجراد هو موسم هلاك المزروعات، ولا اخفيكم سرا لم اجد انسب لغوغائية القتل والمناكفات والسرقة وكبح جهد الاصلاء؛ انسب من الجراد ! ساسرد مشاهد كفيلة ان تكون ارشيفا مميزا..

المشهد الاول غوغاء داعش : مدينة عراقية مثل الموصل تقع خلال ساعات ضحية المؤامرات وحينما لجأوا لاصحاب القرار قالوا بالعافية عليهم ليذوقوا طعم المرارة ! لم يفكر المسؤول عن الرعية ماذا يعني احتلال مدينة ؟ فكر كيف يتخلص من هذا وذاك باعطاء ( الاذن الطرشة ) فسمح عبر خرم الباب بمرور الجراد؛ فاكل النساء والاطفال وحتى الرجال.. تلذذوا بطريقة الاكل فعدنا لعهد الجاهلية امرأة تباع بحجة السبي وعهد الجواري، ودين لا يتوافق مع دين الجراد؛ فكان داعش يحلل ويحرم بجواد وسيف في الامام، وفي الخلف صواريخ ومعدات .. غوغائية السلاح سمحت بقطع الرؤوس والتهجير والاغتصاب وكل هذا والراعي يقول (حيل وبالزايد) اظن هناك جرادة نطقت عندما قالت ويحك يا راعي فاننا سنلتهم فيما بعد بيتك برعونية لا تختلف عن رعونية اصحاب القرار بكل مسمياتهم الدينية والمذهبية والقومية.. الجراد طار شمالا وجنوبا تلذذ بنهش جلد النساء والاكثر من هذا جلد طفلات لم يكملن ال 12 عام .. غوغائية الاقدار سمحت ان تقتل الانسانية وتجلب المرتزقة لهتك الاعراض .. هذا المشهد صناعة محترف في فن الاخراج والسيناريو فكان جراد داعش يخف للطيران بفعل محركات للاسف عراقية وامريكية بامتياز .

المشهد الثاني غوغاء احتكار ذكورية المناصب: رجال توهموا انهم رجال فيهم الصغار والكبار اعمار اختلفت لكنهم تشابهوا بحمل الدين والمذهب والايدولوجية الرعناء شعار.. تقلدوا المناصب، وهناك من كان ذيلا للمنصب، ولعل بذيله كسر كل المحظورات، فكان الآمر الناهي ليكون لجراد الذكورية حصان طروادة يحط اينما يريد؛ فاقصيت النساء بحجة ناقصات عقل ودين، واقصيت المتميزات بحجة المحاصصة التي لاتسمح الا بجرادهم المستفحل، واقصيت صاحبة الصوت الذي لا يتوانى عن كشف الفساد بحجة ان صوتك عورة وان (ناسين ان انكر الاصوات لصوت الحمير).
غوغائية الذكورية جعلتنا نستفهم لما هذا العداء؟ فرئاسة القسم لا يصلح لادارتها الا رجل، ووكالة الوزارة وحتى الاستيزار لا يصلح لها الا رجل، اما مذكرات الفصل والعقوبة والاقصاء فلا تصلح الا للنساء ، قلة هم من انصفوها، وان رجعنا للغة الحساب فلن تكتمل معهم عدد اصابع اليد ، حتى عندما قرر الجراد ان يطير ويلتهم ما موجود.. اجتمع اصحاب القرار ليدلوا بدلوهم ويقولوا (اليس في ديننا للذكر مثل حظ الانثيين) ومن حق الرجل ان يتزوج باربع (فانكحو ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)، لذا فالدين حسب تفسيراتهم المريضة يقول اكثروا من التهام النساء فهن الاقرب لوصاية الدين.. لذا اجتمع الجراد واخذ برايي اصحاب العصمة والنفوذ، وقرروا التهام النساء قبل الرجال (الرجال قوامون على النساء) .

المشهد الثالث غوغاء الطفولة : طفلة لم تتجاوز التسعة اعوام، تسحب من يدها بفعل الجراد ليقرروا عنها الزواج.. ظنت تلك الطفلة انه سيتم اصطحابها الى نزهة او شراء لعبة، لكنها لم تعلم ان للجراد موهبة قتل براءة الاطفال، فكانت الفتوى والتشريع والحلال والحرام بحجة الدين والسنة النبوية وصاية لتحليل القتل الذي لم يكتفي بقتل طفلة؛ بل تجاوز لقتل الدين ايضا.
مشهد الزواج اهون من مشهد اخر تتعرض فيه الموؤدة الى القتل بفعل التحرش من رجل اصر ان تكون القذارة عنوانا له، لم تعرف تلك الموؤدة ما الذي يحصل، فقط تعرف ان هناك رجلا لامسها بطريقة غريبة ومخيفة، وبعدها هددها (ان تحدثتي سيقتلونك اهلك)، تخيلوا زعيم جراد التحرش ينذر بالقتل، وهو يعلم جيدا ان بملامسته جسد تلك الطفلة الصغيرة قتلها روحا وجسدا. غوغائية التحرش لا تختلف عن غوغائية الزواج بالطفلات، فكلاهما قتل! الاول قتل مع سبق الاصرار والترصد، والثاني قتل معلن بماذون وشهود لم يخافوا الله.

المشهد الرابع غوغاء الحياة : مشهدي الاخير فن الحياة ان ارتضينا ان نعيش معا محبين لبعضنا وجهدنا المجتمعي، لكن للاسف بيوض الجراد تكاثرت فحراك البعض منا الذي عولنا عليه اصابه الوباء، فكان هناك صبية بما فيم من رعونية وغرور واندفاع طائش، وهناك الزعماء في الحراك الذين ظلوا يراوحون؛ هم لا غيرهم محتكرين المسميات دون فائدة ، ظلوا يهتفون هم وافراخهم حتى وصل بهم الامر ان يسمحوا للجراد ان لا يكتفي باكل من تميز عنهم بل اكلهم ايضا..
غوغاء الحياة اصر ان يكون حاضرا رغم ان هناك من حمل المبيدات ليتخلص من المتلصصين.. نداء للجميع حراكنا في خطر ان لم نحمل معا المبيد حتى نقضي على غوغائية الجراد حينما يخف للطيران .. سلامات زميلاتي وزملائي في الحراك لا تجعلونا اضحوكة…