أفادت صحيفة إندبندنت البريطانية نقلا عن تقرير مجموعة الصحافيين “ايروورز” أن أسفرت الغارات الجوية التي نفذتها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سورية والعراق خلال شهر مايو الماضي عن مقتل57 امرأة و 52 طفلا على الأقل.
وفقا لتقديرات المجموعة كان الشهر الماضي ثاني أكثر الشهور دموية بالنسبة للمدنيين منذ بدء الغارات الجوية للتحالف في أغسطس 2014. وأدت الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي إلى قتل ما لا يقل عن 348 و521 مدنيا في كل من سورية والعراق.
ومن الجدير بالذكر أن ارتفع عدد القتلى من المدنيين بنسبة 23% مقارنة بشهر أبريل. ويوضح النشطاء ارتفاع معدل الوفيات بزيادة في عدد الطلعات والغارات الجوية لطائرات التحالف الذي لا يزال تنفيذ الضربات العشوائية في محافظة الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية.
تؤدي الضربات الجوية اليومية لقوات التحالف الدولي ليست إلى مقتل مدنيين فقط فحسب بل إلى تدمير البنية التحتية المختلفة في سورية والعراق على حد سواء. ذكرت وسائل الاعلام العراقية21 يونيو أنه تم تدمير مسجد النوري في الموصل ومنارة الحدباء.
يعتبر مسجد النوري (الجامع النوري أو الجامع الكبير) من مساجد العراق التاريخية ويقع في الجزء الغربي من مدينة الموصل. مسجد النوري هو ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي في القرن الثاني عشر وأعيد إعماره عدة مرات. يشتهر المسجد بمنارته المحدَّبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي.
بعد انفجار المسجد ومنارته حاولت الولايات المتحدة للتنصل من مسؤوليتها واتهمت داعش في ذلك. ومن أجل إقناع المجتمع الدولي في عدم مشاركة القوات الجوية الأمريكية قال المتحدث باسم قوات التحالف، الكولونيل جون دوريان أن طائرات التحالف لم تقصف هذه المنطقة. من جانبه قال قائد القوات البرية للتحالف الدولي الجنرال جوزيف مارتن أن مسؤولية هذا الدمار تقع على عاتق داعش.
الجدير بالذكر أن 1 مارس أدت الضربة الجوية على الموصل إلى إضرار مسجد عمر الأسود ومقتل المدنيين. وقال ناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه ليس لديه علم بشن غارة جوية على هذا المسجد.
ومن الواضح أن التحالف الدولي ليس مستعدا لتحمل مسؤولية عن الجرائم في سورية والعراق لأنه تستمر طائرات التحالف الدولي توجيه الضربات العشوائية التي تسفر عن قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية بما في ذلك الآثار القديمة.