22 ديسمبر، 2024 9:54 ص

“أيها النص الجريئ الواعد…أنت فيض مستديمٌ قائد”
واقع الأمة بحاجة لنصوص جريئة لا تخشى في الحق لومة لائم , ولا تناصر غير الحقيقة , وتثور بوجه المظالم ومصادرة حقوق الإنسان وقيمته , بأي ذريعة كانت.
نعم الأمة تداويها النصوص الجريئة المزعزعة , التي تقض مضاجع الكراسي المداهنة وتحكم بالوكالة , وتؤدي فروض أسيادها والمعززين لوجودها للنيل من الشعب وتمرير مصالح الطامعين بالبلاد.
قد يقول قائل أن دول الأمة لا تمتك حق تقرير مصيرها , ومعظم حكوماتها تنفذ ما يُملى عليها من إرادات الآخرين القابضين على مصيرها.
وهذا فيه كثير من الصواب , غير أن الإرادة الوطنية تنتصر على الصعاب , فعندما تغيب المشاعر الوطنية العملية , وتطغى حالات أخرى على الوطن , فأن ضياع المصير ومصادرته ستكون سهلة , لأن أبناء الوطن المرهونين بغير الوطن سيتحولون إلى موجودات تستجدي المفترسين للحفاظ على كيانها الواهن , المتعارض والوجود الوطني.
أي لكي تبقى وتتنمر , ستستعين بأعداء الوطن والمواطنين , ليستتب لها أمر العبث على هواها في البلاد والعباد.
وهذه حالات معروفة ومتكررة في المجتمعات البشرية , عندما تفقد الدولة هيبتها , وينتهي فيها دور الجيش , ويموت القانون , ويُحتقر الدستور , أو تؤوَّل مواده وفقا لإرادة الكراسي المنفذة لبرامج وأهداف أسيادها , الذين وضعوها في سدة السلطة لتنفيذ المهمات وحسب.
ولهذا يتكرر في هكذا دول التركيز على ما دون الوطن , وإعلاء شأن روح الفرقة والشحناء والبغضاء , ومصادرة الأمن والأمان , ومحق قيمة الإنسان , وتحويله إلى رقم جاهز للطرح والإمحاء والقسمة على غيره وتفتيته والنيل من وجوده.
ولكي تتعافى الدول من عاهات التبعية والخنوع والإذلال والإنخذال , عليها أن تعلي الراية الوطنية , وتجسد القيم الوطنية التي لا مناص منها لتستقيم الحياة , وتتأكد المسيرة الإنسانية وفقا لمقتضيات مكانها وزمانها.
فلا بد من العودة إلى الخطاب الوطني الجامع , والإبتعاد عن مضادات الوطنية ومعوقاتها , بأنواعها التي إستشرت في بعض الدول , وخصوصا بعد أن تم تنشيط الأحزاب المؤدينة المتنازعة على الوطن , لكي تحيله إلى ثريد في صحون يتناهبها السابغون الأشاوس!!
فهل من جرأة وإقدام يا أيها الأقلام؟!!