23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

الجدار العازل لأقليم كوردستان … حق قانوني و ضرورة أمنية

الجدار العازل لأقليم كوردستان … حق قانوني و ضرورة أمنية

الأمن ضرورة و حاجة إنسانية منذ القدم و حاول الانسان توفيره بشتى الوسائل و الطرق و سخر جل تفكيره في إختراع و إبداع أساليب جديدة لتأمين حياته ضد الأخطار التي كانت تهدد حياته سواء من بني جنسه او الحيوانات او الطبيعة .

إن إحدى الوسائل التي لجأ اليه الانسان في سبيل حماية حياته و ممتلكاته هي بناء الجدران العازلة بينه و بين المناطق الخطرة و الساخنة و ان اختلفت هذه الجدران في شكلها و هيكلتها و من حيث كونها مؤقتة او دائمة و إرتفاعها و مواد إنشاءها . و حتماً جنى للإنسان فوائد كبيرة حيث ان تسلل الاشخاص عبر هذه الجدران يكون صعباً و شبه مستحيل إعتماداً على طوله و ارتفاعه و نقاط المراقبة و إستخدام التكنولوجيا و كاميرات المتابعة , و ان بناء هذه الاسوار فكرة قديمة و خير دليل على ذلك سد يأجوج و مأجوج الذي بناه ذو القرنين لصد شرهم عن أهل البلاد و كذلك (سور الصين) الذي أصبح إحدى المعالم الاثرية و مكّن الصينيون بها من صد الهجمات ناهيك عن الاحتفاظ بأرضهم و تراثهم .

و نتيجة تعدد مصادر التهديد و الخطر على حياة البشر و خاصة في القرن الماضي و حتى الآن و تنوعت حيث يستخدم فيها التقدم العلمي و التكنولوجي و شعور الدول و المجتمعات بأن هذه التهديدات سيلحق بهم الاثار السيئة من الدمار و التخريب فأزدادت لجوءها الى بناء الجدران العازلة سواء على المستوى الداخلي أي داخل الدولة الواحدة او الدولي بين الدول خوفاً من تسلل المخربين او تهريب الاسلحة و الاعتدة او لوقف الهجرة غير الشرعية .

فبعد الحرب العالمية الثانية تم بناء جدار برلين لفصل الالمانيتين و بقي عارضاً امنياً و سياسياً الى ان تم إنهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام (1990) فسقط الجدار و يحتفل الألمان سنوياً بالذكرى . و لم يكن جدار برلين هو الجدار الوحيد في العالم حيث مع اشتداد الصراع الطائفي بين البروتستانت و الكاثوليك في ايرلندا عام

(1993) لجأ القوات البريطانية الى بناء جدار (بلفاست) من الاسلاك الشائكه و أكياس الرمل بين حييّن من احياء (مدينة بلفاست) , و في خضم الصراع الدامي في قبرص عام (1963) بين القبارصة الاترك و القبارصة اليونانيين تم الاتفاق على إنشاء جدار عرف بالخط الازرق للفصل بين المجموعة اليونانية و التركية .

و في أعقاب إنتهاء الحرب الكورية بين عامي (1950 و 1953) تم إقامة جدار فاصل بينهما بطول (240) كلم و عرض يصل الى اربعة كيلومترات .

و الجدار العازل بين اسرائيل و فلسطين تم بناءه عام (2002) لمنع دخول سكان الضفة الغربية الفلسطينين الى اسرائيل و يبلغ طوله (703) كم و بإرتفاع يتراوح بين 4.5 م الى 9 م

و نتيجة إشتداد الصراعات الأقليمية في منطقة الشرق الأوسط و خاصة بعد ظهور الجماعات الارهابية التي لاتعرف الحدود الدولية و التي اصبحت تهدد الأمن و السلم العالميين لجأت العديد من الدول الى بناء هذه الجدران حماية لأمنها الداخلي من الأخطار و تأتي هذه الخطوة بعد أن تعرضت هذه الدول الى عمليات ارهابية راح ضحيتها العديد من الابرياء و العزل ناهيك عن نتائجها السلبية على المستوى الدولي , و من هذه الدول تركيا التي ترغب في تشيد المزيد من الجدران على امتداد حدودها مع سوريا لتعزيز أمنها كأجراء أمني وقائي (احترازي) لأكثر من (900 كلم) .

و أخيراً قررت حكومة تونس بعد تفجيرات سوسة بناء جدار بينها و بين ليبيا بطول (168) كلم ليكون جاهزاً في نهاية العام الحالي و تأتي خطوتها بعد أن كشفت التحقيقات بأن منفذ هجمات سوسة قد تسلل عبر حدودها مع ليبيا و من هذا يتبين بأن الجدران العازلة إجراء أمني وقائي يلعب دوراً مهماً في حماية الأمن الداخلي لأي بلد على الرغم من التكاليف الباهظة .

و إننا في أقليم كوردستان العراق و في خضم هذه الصراعات والتطورات و سيطرت داعش على مناطق واسعة من العراق و معركتنا الحاسمة مع هذه الجماعة الارهابية التي لاتعرف للأنسانية قيمة و بهاءاً ، نحن بأمس الحاجة الى بناء جدار عازل على حدودنا مع هذه الجماعة الارهابية ليمتدد من خانقين الى شنكال ، خاصة بعد ان ثم تحرير (95%) من اراضينا ببسالة وشجاعة قواتنا العسكرية والامنية التي لا تعرف الكلل والملل ، لنكون في مأمن من خطورتهم و ان هذه الخطوة سيخلف وراءه العديد من الانتقادات من الجهات العراقية و لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح لتأمين أمن الأقليم الذي تنكر الحكومة العراقية عن مساعدة الأقليم في حماية أمنها و

بموجب النظام الفدرالي والدستور العراقي لعام 2005 القوانين الصادرة فإن الأقليم يملك الحق القانوني و الدستوري لحماية أمنه و صد الهجمات بمختلف الوسائل و منها إقامة الجدار العازل .