“شرف الموت قتل الشهادة” حديث نبوي شريف”/ بحار الأنوار ج67 ص8 حديث 4.
عند اجتياح العراق عام 2014, من قبل أكبر تنظيم إرهابي, وتم سيطرته على ثلث مساحة العراق, وباتت بعض مجاميعه, على تخوم بغداد العاصمة, تحت صمت دول الغرب والعرب, لم يُنجِدُ العراق سوى الجارة إيران, بعَيد فتوى الجهاد الكفائي, بينما كانت أمريكا تقدم المساعدات, لذلك التنظيم الإرهابي.
قدم العراقيون شيباً وشُباناً دماءهم وأرواحهم, رخيصة من أجل تحرير الأرض, وصيانة العِرض ليثبتوا للعالم, أصالتهم وحبهم وتقديسهم للعراق, بشجاعة منقطعة النظير, أبهرت القادة والخبراء العسكريين, كون أغلبهم لم يكونوا مدربين, تدريباً تقنياً أو أكاديمياً, في فنون الحرب؛ مع ما كانوا يمتلكون من أسلحة بسيطة.
انتهت حرب التحرير عام 2016, فهل من الإنصاف نكران جميل, من قام بتقديم المساعدات, إضافة لاستشهاد العديد منهم, في حين فرضت أمريكا نفسها, للمساعدة تحت اتفاقية الدفاع المشترك, والتي جاءت لشعورها, أنها لن تستفيد من العراق, بعد تحريره من قبل الحشد الشعبي, وإن مصالحها في المنطقة, ستصبح في خبر كان, فإنها لم تأتي للعراق, وتُسقط نظام الطاغية صدام, كي ترحل دون الحصول, على فائدة مستمرة لا وقتية, وإذا أخذنا بنظر الإعتبار, فإن من ستكون له الحظوة, لدى العراقيين؛ هي جمهورية إيران الإسلامية, لذلك فقد قامت من خلال أذرعها, الممتدة في العراق, على عملية خلط الأوراق, متهمة الحشد الشعبي بالتبعية, وتشويه ما قامت به المرجعية, والترويج لذلك عن طريق, الإعلام المضلل لقناة الحرة الأمريكية, وبعض القنوات المحسوبة على العراق, وبتحشيد عن طريق السوشل ميديا, تكونت التظاهرات بقيادات شبحية, بتصعيد متواتر واستهداف واضح, لقوات الحشد والمرجعية, تحت غطاء المطالب الحقيقية.
أثناء تلك الأحداث التي انطلقت, ما بين شهري محرم وصفر, تم تحديد الأول من تشرين الثاني, والذي حمل تسمية أكتوبر, التي لا يستعملها العراقيون!
ما بين شَدٍ وجَذب وتظاهر وتصدٍ, بكل الوسائل للحد من الانفلات الأمني, سقط الشهداء وأصيب كثيرا من الطرفين, لتتصاعد المطالب من قبل المتظاهرين, وللحفاظ على أرواح العراقيين ولخطورة الموقف, فقد قامت المرجعية العليا بتقديم وصاياها, للجهات الأمنية والمتظاهرين, بالحفاظ على سلمية التظاهر, لتقوم بعد ذلك القوات الأمريكية, باستهداف الحشد الشعبي في الأنبار.
تظاهرات احتجاجية في المنطقة الخضراء, أثناء تشييع شهداء الحشد الشعبي, رافقها تحدٍ بمهاجمة السفارة الأمريكية, واعتصام لـ 24 ساعة, تلاها اختراقٌ سافر للسيادة العراقية, بعملية اغتيال قائد الحشد الشعبي, وقائد الحرس الثوري الإيراني, بصواريخ من طائرة مسيرة, قرب المطار الدولي في بغداد, ليرحلا مع من رافقهما شهداء, عمل أفرح الأعداء, وبانت الفرحة في ساحات الإحتجاج, ليسفر المخطط عن وجهه الحقيقي الكريه.
أنهت المرجعية العليا, خطبة الجمعة المصادفة يوم 3/1/2020, بهذا الدعاء “اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أُنْضِيَتِ الْأَبْدَانُ، اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ الشَّنَآنِ وَ جَاشَتْ مَرَاجِلُ الْأَضْغَانِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَقِلَّةَ عَدَدِنَا، فَفَرِّجْ عنا يَا رَبِّ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَ نَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ يا أرحم الرَّاحِمِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.”
ظُلم الحشد الشعبي بدل الشعبي, بعد أن كان المضحي الأول, وأنكَر كثيرٌ من المتظاهرين, ما قامت به جمهورية إيران الإسلامية! وهذه ليست شيمة العراقيين الشرفاء, ساعين للوصول لهدفهم, بإلهاء العراق ومعاقبته بحرب أهلية, فأحرق مقر الحشد الشعبي في الناصرية, بعد منعهم من التشييع الرمزي للشهداء.
صواريخ إيرانية انطلقت, باتجاه قاعدة الأسد وأربيل, التي يتخذها الجيش الأمريكي, قواعد ثابتة لهم, ثأراً لما قامت به من غدر, لينتفض مزدوجي الفِكر للسيادة, الفرح باغتيال الشهداء, لنظلمهم ثانية فنغطّي آثارهم، وندفن أفكارهم كما دفنت أجسادهم ظلماً وعدواناً. أهذا جزاء الشهيد؟