23 ديسمبر، 2024 8:50 ص

أسوأ إحساس ينتاب المرء حين يشعر ان الوطن قد تبرأ منه وصار بلاسماء أو سؤال يدثره بالحنين ، وليس ثمة يد تمتد لتمسح عنه آثار السنين والمرض والشيخوخة ..!
   شعور المهان الملقى على رصيف النسيان والإهمال والفاقة ، صار يلبس العديد من العراقيين حين يقسو عليهم الراهن المرّ بأمراضه وعزلته ويأسه ، تحاصرهم اختناقات الغربة وتوغر بهم سهام الحنين للوطن ، وتجرجرهم الذاكرة بوهم وديع لمجد مضى وسحر هارب فيستيقظوا على وجود ضائع وغد بلا تعريف ..!
   ما أحزن الذكريات وأوجع الحنين حين يصعد النسيان من محيط الأصدقاء والأحبة الى مستوى التنكرالوطني،عندها تكون المحنة أكبر ..!
   اللعنة التي حلت في بلادنا تزاوجت بين أقنعة غريبة صارت تلبس سلوك الآخرين ، وإغتراب اخلاقي اسقط أيسر مبادئ الحقوق والرحمة التي ينبغي ان يحيط بها الوطن ابنائه وخصوصا تلك السماء الشاخصة في ذاكرته ، نعم هذا مايحدث في عصر موت الضمير والأخلاق ..!
    ايها الوطن الموبوء بالجحود .. كيف تترك الرجل فؤاد سالم يرزح تحت ضغط الأهمال وثقل المرض وحيدا حتى ماعاد يستطيع النطق ..!
يابو بلم عشاري .. ان البصرة تترك حمدان يُحَدْرّ بصمت نحو المجهول والمدّ الصاعد بالنسيان والدموع .
وعبد الرزاق عبد الواحد يهرب من نيران البلاد ومطر الأفاعي مستجيرا ببلاد الأفرنجة وفي بقايا ذاكرته رياح خبيئة من تراب  العمارة  وعبق دجلة .!
  عشرات من نجوم واقمار وبعض سماوات تطاردها غيوم من نار تعيد كل يوم رسم ملامح الوطن كي لاتندثر .. وتحرس الخارطة من ذئاب الليل .
    يحزنني ان أجلد بهذا الحزن وانا اشاهد او التقي أو اقرأ عن مئات المبدعين العراقيين من العراقيين يصارعون قسوة الزمن وغربة الأيام وحريقها ، ومجاميع من {السيبندية} و{الشلايتية} و{الهتلية } تتلاعب بمقادير البلاد وتتصرف بثرواته الهائلة وتغير من قواعد حياته الأخلاقية والتربوية والثقافية .
   يؤلمني ان يصبح الكبار والأعلام سبايا زمن الطراطير والمرتزقة واللصوص .. وصرخة مظفر النواب  يكتب ابجدياتها كل يوم أهالي الكاظمية والكرادة …؛
 هذا وطن أم مبغى ؟
 هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ..!
سنصبح نحن يهود التاريخ
ونعوي في الصحراء بلا مأوى ..
   عذرا ياوطني فالذنب ليس ذنبك وانما هو الزمن الرديء .. ولا ادري أية حكمة تحدث في وطن الله ..؟
[email protected]