18 ديسمبر، 2024 10:20 م

الجبهة الاخطر ضد النظام الايراني

الجبهة الاخطر ضد النظام الايراني

تردي الاضاع في إيران ووصول النظام الى مفترق طرق معظمها لاتبعث على الطمأنينة، توحي کثيرا بأن حظ النظام الايراني في البقاء على دست الحکم قد بات ضئيلا جدا ولم تعد العديد من الدوائر والاوساط السياسية التي کانت في السابق تراهن على حتمية بقائه وتصر على ذلك وحتى تراه ضروريا من أجل أمن وإستقرار المنطقة، تميل الى التأکيد على بقائه وانما حتى باتت تنأى بنفسها عن إطلاق أي موقف وتفضل الانتظار وترقب التطورات والمستجدات على الصعيدين الداخلي والخارجي خصوصا بعد الانتفاضتين الاخيرتين وتزايد عزلة النظام ووصولها الى حد صار قادة النظام يصرحون جهارا بسوء الاوضاع ووخامتها وإن النظام لايستطيع التصدي لها.
لئن کانت هناك العديد من الجبهات المفتوحة ضد النظام الايراني ولکل واحدة منها تأثيرها الخاص عليه، غير إن منظمة مجاهدي خلق تعتبر لوحدها أکبر وأهم وأخطر جبهة سياسية ـ فکرية ـ عسکرية مفتوحة ضد النظام منذ أکثر من 40 عاما لأنها ومنذ أن بادر رجال الدين المتنفذون في إيران بزعامة خميني الى إعلان نظام ولاية الفقيه، إتخذت موقفا حديا حاسما وحازما من حيث رفض النظام بقوة وإعتباره إمتداد للديکتاتورية الملکية لکن تحت غطاء الدين، والذي ميز منظمة مجاهدي خلق عن غيرها من الاحزاب والتيارات الايرانية الاخرى المعارضة للنظام انها الوحيدة التي لم تدخل في أية مساومة لم تقبل بمختلف عروض النظام لکي تعلن تإييدها ووقوفها الى جنب النظام.
الصراعات والمواجهات الحادة بين أقطاب نظام ولاية الفقيه والتي کانت الانتخابات التشريعية الاخيرة التي تم فيها إقصاء 90 من الجناح المنافس لجناح خامنئي إنعکاسا واضحا لها والاوضاع المزرية التي آلت إليها إيران في ظل سياسات التوسع التي إتبعها و يتبعها هذا النظام من أجل تنفيذ مشروع خميني في المنطقة، سبق وان أشارت إليها المنظمة وتوقعتها قبل سنوات عديدة خلت وأکدت بأن النظام يسير في طريق لن ينتهي بالخير له إطلاقا، بل وانها”أي مجاهدي خلق” وفي غمرة ممارسة النظام لألاعيبه المکشوفة بزعم الاصلاح والانفتاح على العالم من خلال وجوه محددة ومسرحية التقارب بين المذاهب، أعلنت المنظمة مرارا وتکرارا في أدبياتها ووسائل إعلامها وتصريحات وخطب قادتها، بأنه لاإصلاح ولاإنفتاح ولا تقارب بين المذاهب ولاأي خير يرجى من وراء هذا النظام، موضحة بأن النظام يشکل خطرا وتهديدا على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وطالبت العالم بمقاطعته وسحب الاعتراف منه تمهيدا لتغييره، ويبدو إن المجتمع الدولي عموما وبلدان المنطقة خصوصا صاروا على قناعة تامة بالدور المشبوه لهذا النظام وضرورة التصدي له والوقوف بوجهه.
منظمة مجاهدي خلق التي کانت دائما سباقة الى المبادرة وإنتهاج الخطوط السياسية والفکرية الکفيلة بتطوير وإغناء النضال والکفاح الشعبي في إيران من أجل إسقاط النظام الاستبدادي، بات العالم کله اليوم يکاد أن ينظر للنظام من تلك الزوايا التي نظرت المنظمة منها للنظام الايراني، ويبدو إنها قد توصلت بصورة أو أخرى الى الاقتناع بأن الحاجة صارت ملحة للعمل بإتجاه التخلص من هذا النظام وإن لم يتم الاعلان عن ذلك ولکن التمعن في المواقف والتصريحات الاقليمية والدولية وطرق واساليب التعامل مع النظام الايراني نجدها توحي بذلك، وإن العمل من أجل التخلص من هذا النظام وإتقاء شره يبدأ من الاعتراف بهذه المنظمة بصورة رسمية من قبل دول المنطقة والعالم والتنسيق معها فيما يتعلق بالاوضاع في إيران فهي قد باتت تمثل اليوم رقما صعبا في المعادلة السياسية الايرانية ولايمکن تجاوزه وتجاهله.