فازت الفتاة العراقية(الايزيدية) “نادية مراد” بجائزة نوبل، وبالرغم من عدم قناعة البعض باستحقاقها هذا الفوز، وسبب ذلك على حدِ تعبير البعض” لأنها لم تُقدم شيئاً، لكون الجائزة هذه المرة منحت لفداحة الجريمة، التي أصبحت هذه الفتاة مصادفةً أيقونتها، مع أن هنالك(3000) فتاة أيزيدية أُخرى مازلن في قبضة وحوش داعش، في أطول وأسوأ وأمر جريمة سبي وإستباحة شهدتها الخليقة”.
على العكس مما يرون، أرى أنها تستحق تلك الجائزة وبجدارة، لأن كثيراً من الفتيات غيرها وعلى إختلاف المجتمعات كُنَّ سيلجئن للأنتحار، هذا ما نسمعهُ ونشاهده، لكن” نادية ” وقفت بكل جرأة وشجاعة لتفضح هؤلاء وتطالب بمحاكمتهم، هي لم تجلس وتندب حضها العاثر الذي أوقعها بيدِ هؤلاء الوحوش، ولم تقتل نفسها، بسبب العار الذي لحق بها لأمرٍ لم تكن لها علاقة به، بل أنشأت منظمة إنسانية عالمية للدفاع عن حقوقها وحقوق مثيلاتها؛ وليست المشكلة بإستحقاقها الجائزة أو عدمه، إنما المشكلة بالأكتفاء بمنح الجائزة وعدم محاسبة الجاني، من جهةٍ تعرف الجاني جيداً، إن لم تكن هي الداعم الرئيسي والمؤسس له!
يرى آخرون أن منح الجائزة لنادية، ليس سوى توجيه ضربة موجعة للإسلام! ولا أدري ما علاقة الأسلام بداعش؟! فَمَنْ قاتل داعش وطردهُ؟ مَنْ أعاد الشيعة والسنة والمسيح والايزيدين إلى مناطقهم؟ أليس الإسلام وأبناءه؟! فبفتوى “السيد السيستاني” وجهود المتطوعين في الحشد الشعبي ودعمهم لقواتنا المسلحة تم ذلك؟ فَمَنْ هؤلاءِ يا تُرى؟ أليسوا مسلمين؟ ما لكم كيف تحكمون؟
جائزة نوبل هذه ستوثق للعالم جريمة كُبرى، وتُثبت أن الفكر المتطرف في أية فكرة أو دين، لا ينتج سوى القتل والجريمة، والأعتداء وإنتهاك حقوق الآخرين، جريمة تجعل الإنسان يشمئز من التطرف، تجعلهُ يبحث عن الإنسان في داخلهِ، تكشف لهُ زيف المنافقين والكذابين على الفكر والدين، وليس العكس كما يتصور الآخرون.
إنَّ مَنح هذه الجائزة هو مَنحُ براءة الأسلام من هذه الأفعال، وتوثيق لبطولة رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً، رجالٌ عرفوا الإسلام حقاً فأتبعوه، وعرف النفاق والكفر فأبغضوه وحاربوه، وذلك هو الفوز العظيم.
بقي شئ…
إن كانت ثمة جائزةٍ لنادية أو مثيلاتها، فهي بمحاكمة المتسببين بوقوع هذه الجريمة النكراء، كائناً مَنْ كانوا، ولتذهب السياسة والمداهنة إلى الجحيم.